خريبكة_أشرف لكنيزي
فضحت التساقطات المطرية التي شهدتها مدينة خريبكة، زوال اليوم الجمعة 11 غشت الجاري، هشاشة البنية التحتية، حيث تحولت قنطرة الروداني لمسبح أولمبي عمومي إستعرض فيه أطفال خريبكة مهاراتهم في السباحة والقفز، الأطفال الذين تطوق نفوسهم لمسابح عمومية تروح على نفوسهم، وتروي عطش جسمهم من لسعات الشمس الحارقة، خاصة في فصل الصيف الذي تجاوزت فيه الحرارة 45 درجة.
وبالإضافة لقنطرة الروداني، تحولت الشوارع الرئيسية لوديان جارفة، حيث وثقت عدسات المواطنين بالقرب من المركب الثقافي فيديوهات لشوارع سابحة، كما تم تسجيل إختناق لقنوات تصريف مياه الأمطار، ففي الوقت الذي كان حريا على النائب الثاني لرئيس المجلس الجماعي لخريبكة المكلف بالأشغال البلدية، أن يقف على مدى إحترام دفتر التحملات الخاص بإعادة تزفيت وصيانة شارع إبراهيم الروداني وخاصة القنطرة التي تعاني مع كل زخات مطرية من إختناق على مستوى المجاري والقنوات، تفاجئت الساكنة الخريبكية بتواجد النائب الثاني للرئيس ضيفا على أحد المحطات الإذاعية يتحدث بصفة مساهم في شركة فسي خريبكة، ومنصبا نفسه محامي خاص لعامل الإقليم حميد اشنوري مصرحا نيابة عنه بخصوص موضوع الماء الذي إنقطع لأزيد من 16 ساعة “أن عامل الإقليم قلب سترته متفاعلا مع مشكل إنقطاع الماء على عاصمة الفوسفاط العالمية”، في حين أن الأمر لا يتطلب سوى استحضار “الجدية” في مساءلة الجهات المتسببة في قطع هاته المادة الحيوية عن المواطنين دون سابق إنذار، الجدية التي تحدث عنها صاحب الجلالة الملك محمد السادس أدام الله نصره وعزه، الجدية التي تستدعي من عامل الإقليم تفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، من خلال فتح تحقيق نزيه في أسباب الانقطاع المفاجئ للماء بخريبكة؟ ومحاسبة هاته الأيادي التي تهدد السلم الاجتماعي للإقليم، عبر قطع أكثر مادة حيوية يستهلكها المواطن الخريبكي خلال موجة الحر هاته دون سابق إنذار؟ الجدية التي تستوجب استدعاء النائب الثاني للرئيس واستفساره عن سبب إختناق القنوات والمجاري وتحول الشوارع إلى وديان جارفة؟
وبالعودة لأحد التصريحات التي أدلى بها رئيس قسم التعمير والأشغال بجماعة خريبكة لأحد القنوات الإلكترونية، والذي وثقته القناة وهو يقدم شروحات لكل من رئيس المجلس الجماعي لخريبكة وبجانبه نائبه الثاني المكلف بالأشغال البلدية، عن عملية إصلاح شارع إبراهيم الروداني، والتي عرفت تقشير طبقة الإسفلت القديمة بحوالي 12 إلى 14 سنتمتر، مضيفا أن قيمة الصفقة تبلغ ستة ملايين درهم، متمنيا أن تخرج هاته الأشغال في حلة ترقى لمستوى المدينة…، فعلا بعد مرور شهرين بالتمام والكمال عن تاريخ الفيديو، حتى وثق المواطنين فيديوهات لأطفال يسبحون وسط قنطرة الروداني التي كلفت عملية صيانتها ملايين الدراهم؟ ألا يتطلب هذا الأمر “الجدية” ؟