تيزنيت:محمد الشيخ بلا
لقد أصيب الخائفون من نجاح التجربة الجماعية الحالية بتيزنيت في الأسابيع الأخيرة بالسعار والهيجان، وبدأ إيقاع التشويش يرتفع لدى”أبواقهم”، كما بدأ حنينهم للماضي غير البعيد يقض مضاجعهم، ويوقظ فيهم حماسة اللهفان، ويبقى السؤال المطروح، لماذا يا تُرى ؟
اسمحوا لي في هذه الإطلالة الخفيفة، أن أبسط أمامكم بعض الاحتمالات، علها تكون بلسما لهذا الجواب :
أولا ⁃ تتبعهم – وتوجسهم بل تجسسهم – على تحركات رئاسة المجلس الجماعي ومكتبه وأغلبيته في الأسابيع الأخيرة، خاصة بعد المصادقة على برنامج عمل الجماعة منذ ما يقرب من شهر ونصف، وظهور عدد من المؤشرات وعدد من بشائر الخير التي تخص تنمية هذه المدينة، بل وتقدم وثيرة المفاوضات والمرافعات بشكل كبير
جدا مع عدد من المؤسسات الإقليمية والجهوية والمركزية، الرامية إلى إخراج جملة من المشاريع المهيكلة إلى الوجود، ناهيك عن تتبعهم و توجسهم من كثرة تنقلات الرئيس للعاصمة الرباط في الآونة الأخيرة، وعلمهم بأن هناك شيئا ما يلوح في الأفق، يتجاوز مراهناتهم ومستوى رهاناتهم.
ثانيا ⁃ إطلاعهم على جدول أعمال دورة مارس ( 6 مارس 2023 ) لمجلس جهة سوس ماسة، وضمنه نقطة تهم مشروع اتفاقية مهمة وبالغة الأهمية، تخص مدينة تيزنيت بمبالغ جد محترمة، ترمي إلى تأهيل وتحسين جاذبية المدينة على جميع الأصعدة والمستويات.
ثالثا ⁃ علمهم أن ذلك سيضع حدا لأكاذيبهم و ترهاتهم، ولذلك فهم يستبقون الأحداث لعل وعسى ينجحون في مسعى العرقلة والتشويش، لكن هيهات هيهات، ثم هيهات هيهات …
وبناء على كل ما ذكرت، فإن المعنيين بهذه الأساليب، سيظلون يجتهدون (وبئس الاجتهاد) في البحث عن العثرات والهفوات بمجهرهم الخبيث، وسيتخبطون ليل نهار في البحث عن دسائس و شائعات وأكاذيب، بل سيلجؤون كما فعلوا ويفعلون دائما للضرب تحت الحزام بجميع الاساليب الخفية والمعلنة ، وسيحاولوا تجييش بعض الفئات من المواطنين بالأحياء الناقصة التجهيز وغيرها، ناسين أو متناسين أنهم كانوا مسؤولين عنها يوما ما، وأنهم دبروا لسنوات بل لعقود تلك الاحياء ولم ينجزوا فيها ما يسر الناظرين ويشفي غليل المقيمين والقاطنين.
هذه الأحياء ظلت للأسف الشديد، غارقة في أوضاعها المزرية -على الأقل- على مدى ولايتين كاملتين و هي بين أيادي مدبرين من الذين يقفون اليوم خلف الستار، وخلف هذا التجييش بل ومنهم من يتقدم الوقفات.
فهل من الصدفة، أن تأتي هذه التحركات بعد إدراج مشروع مهم ( لا علاقة له بالترقيعات التي كان يدر بها الرماد في العيون ) في برنامج عمل الجماعة، و هو ” البرنامج المندمج لتأهيل الأحياء الملحقة، أو بالاحرى “الأحياء الناقصة التجهيز “، وهل من الصدفة أن تبرمج وقفتان متتاليتان لأحياء ” تمدغوست و”بوتيني” بعد يومين فقط (نعم بعد يومين فقط) من تداول لجنتي إعداد التراب والمالية بمجلس الجهة، ومصادقتها على اتفاقية تأهيل مدينة تيزنيت، وضمنها المشروع المندمج والشامل لكل هذه الأحياء بتكلفة مالية تناهز 10 مليار سنتيم لهذه الأحياء وحدها.
الصدفة غير البريئة هي التصويت على الإتفاقية يوم الجمعة 17 فبراير 2023، في لجنة المجلس الجهوي، وتدبّر أمرِ الوقفة الاحتجاجية بحي تمدغوست يوم الأحد 19 فبراير 2023، أي يومان فقط بعد ذلك، لإعطاء انطباع ما لغير المتتبعين للمشروع من الساكنة والرأي العام، بل وتكرار نفس الشيء بوقفة أخرى في دورة المجلس الجماعي لتيزنيت غداة تداول لجنة المالية لتأكيد مساهمة الجهة وحدها بمبلغ 10 مليار سنتيم في اتفاقية التأهيل.
هذا ما يخيفهم، وهذا غيض من فيض تلك المعطيات التي يجهلها البعض، ويتجاهلها البعض الآخر، وجزء من المعطيات لمن لم يفهم بعد لماذا تهيج الأبواق أحيانا، و تخفت أحيانا أخرى .. وستخفت وتتوارى دبرا إن شاء الله حين ينجلي كل هذا الغبار … القادم أجمل.