زنقة36_غزة مجيد
في عالم السياسة، حيث التحولات تتسارع والمواقف تتبدل، برز الخليفة المجيدي، رئيس جماعة أبي جعد وبرلماني عن حزب الأصالة والمعاصرة، كشخصية مهيمنة تتجاوز السقف المعتاد للقيادة. فعندما أطلق تدوينته عبر منصة الفيسبوك قبل أربعة أيام من الانتخابات الجزئية، لم تكن مجرد كلمات، بل كانت بمثابة رصاصة في قلب الممارسات التقليدية للأحزاب المنافسة.
كانت تلك التدوينة دعوة للتأمل والتفاعل، حيث زعزعت أركان المشهد السياسي في المنطقة. المجيدي لم يتحدث بلغة الأرقام والوعود الجوفاء، بل تحدث بلغة الشارع، مستنيرًا بحكمة السنوات التي قضاها في خدمة الساكنة. هذا الخطاب القريب من هموم المواطنين قد أثار حماسًا غير مسبوق، مما أسفر عن حصد 21,270 صوتًا في الانتخابات بإقليم خريبكة، وهو ما يرسل رسالة واضحة للمنافسين: لن تعودوا إلى سابق عهدكم.
ردود الفعل من الخصوم كانت ملحوظة. فقد اتضح أن التدوينة قد كشفت عجزهم عن الوصول إلى قلوب الناخبين، بينما كان المجيدي يحصد الثمار. حينما تجلس بعض الأطراف خلف الأبواب المغلقة، تستمع إلى صدى صوت تلك الكلمات، تدرك أنها كانت أكثر من مجرد تدوينة، بل كانت صياغة جديدة للسياسة في أبي جعد.
إن الاحتراب الداخلي بينهم لم يعد كافيًا، فالمجيدي أثبت أن الفعل السياسي يمكن أن يأتي من خارج دوائرهم التقليدية، مما أجبرهم على إعادة تقييم استراتيجياتهم الفاشلة.
الأصالة والمعاصرة اليوم ليست مجرد حزب، بل هي حركة متجددة، طاقة تتجاوز المألوف. المجيدي وضع الخصوم أمام المرآة، حيث أصبح عليهم أن يسألوا أنفسهم: هل نحن فعلاً على تواصل مع الناخبين، أم أن ما نقدمه هو مجرد شظايا من الماضي؟
لن تُكتب هذه الصفحة من التاريخ بمعزل عن التغيرات التي يقودها المجيدي. فهل ستظل تلك الأحزاب تنافس في سباق خاسر، أم ستبدأ في إعادة بناء جسور الثقة المفقودة؟ إنها لحظة حاسمة، والجميع يراقب.