زنقة36
في أعقاب نشر المقال السابق الذي سلط الضوء على الوضع الكارثي لمستشفى القرب الزيتونة بن جلون، برهنت جمعيات المجتمع المدني في خريبكة على صحة تلك المعلومات من خلال تنظيم حملة تنظيف شاملة لمحيط المستشفى. هذا العمل الجبار الذي قادته جمعيات مثل جمعية الأنوار للتنمية المستدامة، وفريق الهلال الأحمر المغربي، وجمعية شباب الخير للتنمية، جاء ليؤكد أن ما تم نشره لم يكن مجرد صور معدلة أو مبالغ فيها، بل هو انعكاس دقيق لواقع مأساوي يعيشه هذا المرفق الصحي الحيوي.
لقد كانت هذه الحملة بمثابة رسالة واضحة لكل من شكك في مصداقية ما نُشر سابقاً، حيث أظهرت الجهود الميدانية لهؤلاء المتطوعين أن التحديات التي يواجهها مستشفى القرب الزيتونة بن جلون حقيقية وتتطلب تدخلاً عاجلاً. إن روح التضامن والتكافل التي أظهرتها هذه الجمعيات تعكس الوعي العميق لدى المجتمع المدني بمسؤولياته تجاه المدينة، ولكنها في الوقت ذاته تسلط الضوء على غياب الدور الفعّال للجهات المعنية، وعلى رأسها مندوبية وزارة الصحة بخريبكة.
من غير المقبول أن تتحمل جمعيات المجتمع المدني وحدها عبء التصدي لهذه الأوضاع، في حين أن الجهات الرسمية تظل غائبة أو متقاعسة عن أداء دورها الأساسي في توفير بيئة صحية لائقة. إن هذا الوضع يستدعي إعادة نظر عاجلة في كيفية إدارة المرافق الصحية المحلية وضمان أن تتحمل الجهات المسؤولة مسؤولياتها كاملة في تحسين الخدمات الصحية وتلبية احتياجات المواطنين.
وفي الختام، فإن هذه المبادرة المجتمعية الشجاعة يجب أن تكون جرس إنذار يدق في أروقة الجهات المعنية، داعية إياها إلى التحرك الفوري لوضع حد لهذا التدهور والقيام بواجباتها تجاه سكان خريبكة الذين يستحقون خدمات صحية تليق بكرامتهم وحقوقهم الأساسية.