باشا خريبكة يسلط الضوء على أسرار بلاغة الخطب الملكية في مؤلفه الجديد

14 أغسطس 2024آخر تحديث :
باشا خريبكة يسلط الضوء على أسرار بلاغة الخطب الملكية في مؤلفه الجديد

زنقة36 سمير حتامي

أصدر الكاتب ياسين زريعة، باشا إقليم خريبكة، مؤلفًا جديدًا يحمل عنوان “بلاغة الإيجاز وفصاحة الإنجاز: السمات اللسانية ذات الأولوية في الخطب المولوية”، وذلك بالتزامن مع احتفالات المملكة بعيد العرش المجيد، مما أضاف بُعدًا خاصًا لإصدار هذا الكتاب. يأتي هذا العمل بعد سنوات من البحث والدراسة في مجالي علم السياسة وتحليل الخطاب، ويعد إسهامًا أكاديميًا مهمًا في فهم الخطب الملكية من منظور لغوي وسياسي.

الكتاب، الذي يمتد على خمسمائة صفحة، ليس مجرد سرد تاريخي للخطب الملكية، بل هو تحليل عميق لهذه الخطب باستخدام أدوات علمية متقدمة. قام الكاتب بتفكيك النصوص الملكية وتحليلها من خلال منظور بلاغي ولساني، مما أتاح له تقديم رؤية شاملة حول الأسلوب الذي يتبعه الملك في مخاطبة الأمة. ولم يقتصر الكاتب على تحليل الكلمات فقط، بل اهتم أيضًا بالأساليب البلاغية المستخدمة، والتركيز على الإيجاز والفصاحة كسمات أساسية تميز هذه الخطب.

واستند ياسين زريعة في مؤلفه إلى عدد كبير من الخطب الملكية التي ألقيت في مناسبات مختلفة، مثل افتتاح الدورات البرلمانية، أو في الخطابات الموجهة للأمة بمناسبة الأعياد الوطنية. وقد تم تحليل هذه الخطب بدقة متناهية، حيث قدم الكاتب خلاصاته على شكل أرقام وبيانات وخطاطات، مما يسهل على القارئ فهم الرؤى والاستراتيجيات التي تعتمدها المؤسسة الملكية في تواصلها مع الشعب.

في جزء آخر من الكتاب، يقوم الكاتب بمقارنة دقيقة بين الخطب الملكية والخطاب السياسي السائد في الساحة الحزبية والنقابية بالمغرب، خاصة في أوقات الحملات الانتخابية. ويبرز من خلال هذه المقارنة الفوارق الواضحة في الأسلوب والمضمون، حيث يلاحظ أن الخطب الملكية تتسم بالرصانة والوضوح والصدق، مركزة دائمًا على المصلحة العليا للوطن والشعب. في المقابل، يظهر الخطاب السياسي الحزبي في أحيان كثيرة بشكل متأثر بالمصالح الضيقة والحسابات الانتخابية.

ومن أبرز النتائج التي توصل إليها المؤلف أن الخطب الملكية لا تستهدف فقط إبلاغ الرسائل السياسية، بل تهدف أيضًا إلى تعزيز القيم الوطنية وتأكيد وحدة الصف بين كافة مكونات المجتمع المغربي. هذه الخطب ليست مجرد توجيهات عليا، بل هي دعوة مستمرة لكل القوى الحية في البلاد للمشاركة الفاعلة في بناء مجتمع متماسك ومتقدم.

ويشير الكاتب إلى أن هذه الخطب لعبت دورًا محوريًا في توجيه الرأي العام وإحداث تغييرات جوهرية في السياسات العامة. كما ساهمت في ترسيخ رؤية استشرافية تسعى إلى تحقيق التنمية المستدامة، وضمان حقوق المواطنين، وتعزيز الديمقراطية ودولة القانون.

في نهاية الكتاب، يقدم ياسين زريعة مقترحات عملية للباحثين في مجالي علم السياسة وتحليل الخطاب للاستفادة من الأساليب المستخدمة في تحليل الخطب الملكية، داعيًا إلى مزيد من الدراسات في هذا المجال لفهم أعمق للأدوار التي تلعبها هذه الخطب في تشكيل الحياة السياسية والاجتماعية بالمغرب.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق