زنقة36
عندما تم تعيين السيدة القائدة الجديدة للملحقة الإدارية الثانية، كانت الجريدة من أول المرحبين بهذا التعيين، معبرة عن تفاؤلها الكبير بقيادة امرأة لهذا المنصب. توقعنا رؤية نموذج قيادي متميز يعكس القدرات الإدارية للمرأة ويحقق نقلة نوعية في تدبير شؤون المنطقة. إلا أن الواقع، للأسف، جاء مخيباً للآمال. فبدلاً من تحسين الوضع، تفاقمت المشاكل وتراجع مستوى الأداء الإداري بشكل ملحوظ.
تراجع ملموس ومشهد يومي قاتم منذ تولي القائدة الجديدة، تحولت شوارع المنطقة إلى صورة من الفوضى اليومية. العربات المجرورة، انتشار الدواب، واحتلال الملك العمومي بشكل صارخ أصبحت مظاهر مألوفة. الطرقات التي كانت في السابق تحت السيطرة أصبحت اليوم مسدودة بالعربات المجرورة والأنشطة العشوائية، مما يجعل حياة المواطنين أكثر تعقيداً.
يطرح هذا الوضع تساؤلاً كبيراً: كيف يمكن تفسير غياب القائدة عن الميدان؟ ولماذا لم يتم اتخاذ أي تدابير ملموسة لإصلاح هذه الاختلالات؟
مقارنة حاسمة بين القائد السابق والقائدة الحالية القائد السابق كان يُعرف بتواجده الميداني المستمر وإلمامه بجميع التفاصيل الدقيقة عن المنطقة. كان حريصاً على التفاعل مع المواطنين بشكل مباشر وحل مشاكلهم على الفور، مما أكسبه احترام الجميع.
أما اليوم، ومع القائدة الحالية، فإن الوضع يختلف تماماً:
هل القائدة الجديدة تعرف فعلاً تحديات المنطقة كما كان يفعل القائد السابق؟
هل قامت بجولات ميدانية منتظمة لتقييم الأوضاع بنفسها؟ أم أنها تكتفي بالتقارير المكتبية؟
هل يوجد تواصل حقيقي مع السكان؟ أم أن العلاقة بين الإدارة والمواطنين أصبحت متوترة أكثر من أي وقت مضى؟
الملك العمومي في الملحقة الإدارية الثانية أصبح مستباحاً بلا حسيب ولا رقيب. العربات المجرورة، المحلات غير مرخصة، أصبحت مشاهد معتادة. هنا يأتي السؤال:
لماذا تغيب أي مبادرات ميدانية من القائدة لتحرير الملك العمومي؟
هل تنتظر القائدة تدخل السيد الباشا المحترم لحل هذه المشاكل كما عودنا دائماً؟
ألا يُعتبر دور القائدة في هذه المرحلة حيوياً في اتخاذ قرارات حاسمة بدلاً من انتظار التعليمات العليا؟
السيد الباشا لطالما عهدناه يتدخل شخصياً في القضايا الحرجة، حاملاً حلولاً عملية وسريعة. لكن إلى متى سيُنتظر تدخله لحل كل أزمة في المنطقة؟ أليس من الأفضل أن تتحمل القائدة مسؤولياتها كاملة وتتصرف وفقاً لمتطلبات الظرف الراهن؟
رسالة مفتوحة ودعوة للتغيير هذه الأسئلة ليست تهجماً، بل هي دعوة للتأمل والعمل. الإدارة ليست مجرد منصب شرفي أو وظيفة روتينية، بل هي قيادة ميدانية ومسؤولية كبيرة. على السيدة القائدة أن تتعلم من تجارب من سبقها، وأن تدرك أن القيادة الحقيقية تعني الوجود في الميدان، التفاعل مع الناس، ومعالجة المشكلات بشكل فوري.
اليوم ليس قدراً محتوماً، بل نتيجة مباشرة لغياب رؤية واضحة وتخطيط سليم. إذا لم تتحرك السيدة القائدة بسرعة، فإن ثقة المواطنين في الإدارة ستنهار تماماً.
نحن نؤمن بأهمية دعم النساء في القيادة، لكن هذا الدعم يجب أن يرتبط بالأداء والنتائج. التحديات الحالية تتطلب قيادة شجاعة قادرة على اتخاذ القرارات الصعبة، قريبة من نبض الشارع. هل ستنهض القائدة بهذه التحديات؟ أم أننا سنظل نوجه النداءات مرة بعد مرة للسيد الباشا ليتدخل ويصلح الأوضاع؟