خريبكة_أشرف لكنيزي
اعتبر الأستاذ عبد الله منثوران إمام وخطيب مسجد الإمام مالك بخريبكة، خلال خطبة الجمعة 28 يوليوز الجاري، أن ذكرى عيد العرش المجيد مناسبة سنوية يُعَبِرُ بها المسلم عن تسليم زمام أمره لمن إختاره المسلمون قائدهم ورضوه أميرا عليهم، ونصبوه حاكما لهم يتولى شأنهم ويرعاهم ويحميهم ويحمي دينهم ودنياهم، ويحفظ استقرارهم وأمنهم ويصون بلدهم ووطنهم، ينصرونه ولا يخذُلونَهُ ويُحِبُونَهُ ولا يكرهونَهُ، فإذا دعاهم إلى خَير سمعوه وأطاعوه، وإن أمرهم بمعروف امتثلوا أمره واتبعوه ممتثلين في ذلك لقوله تعالى “يا أيها الذين أمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول، وأولي الأمر منكم” وتعد هذه البيعة استمرار للبيعة النبوية وامتدادا لها فهي مأخوذة من بيعة الصحابة الكرام لنبينا عليه الصلاة والسلام، تلك البيعة التاريخية التي خلدها القرآن الكريم وذكرها الله في ما أنزل على نبيه الكريم إذ قال في كتابه العزيز” إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم ۚ فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ۖ ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما”.
وأضاف الخطيب عبد الله منثوران أن التذكير بالمناسبات أمر مشروع في دين الإسلام، معمول به في ملة خير الأنام، لما في ذلك من فوائد عظمى ومنافع كبرى، وقد ذَكَرَ الله تعالى في كتابه المبين رسوله والمؤمنين بأيام لها وزنها في تاريخ ديننا الحنيف، كيوم بدر وحُنينٍ وحدث الهجرة … وغيرها من الوقائع والأحداث المرتبطة بالسيرة النبوية وتاريخ الدعوة الإسلامية، كما أمر الله رسوله أن يُذَكِرَ أمته بأيامه المجيدة لما ترمز إليه من دلالات، وما تحمله من عبر وعظات، فقال سبحانه فيما أنزل من الآيات البينات “وذكرهم بأيام الله إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور”. وما من شعب إلا وله ذكريات تاريخية يقف عندها ويحتفل بها تخليدا لها واستلهاما للدروس منها، والشعب المغربي له سجل تاريخي حافل بالذكريات المختلفة والمناسبات الدينية والوطنية، ومن بين هذه الذكريات، ذكرى عزيزة ومناسبة غالية وعظيمة ألا وهي عيد العرش المجيد ذكرى تربع أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس على عرش أسلافه الميامين، وهي مناسبة وطنية يستعرض من خلالها الشعب المغربي ما تحقق من مشاريع كبرى في عهد جلالته، وقد جرت عادتنا أن نقف على المناسبات الوطنية ونستلهم منها الدروس والعبر والعِظات.
إن ذكرى عيد العرش المجيد مناسبة يجدد فيها الشعب المغربي ولاءه وبيعته لملك البلاد، وأميره جلالة الملك محمد السادس أيده الله ونصره.
وأكد الأستاذ عبد الله منثوران في ختام خطبة الجمعة “أن احتفال المغاربة بعيد العرش المجيد، هو مناسبة لإذكاء روح التعاون والتضامن والإخاء، ومناسبة أيضا لتقوية أواصر المودة والتلاحم القائم بين العرش والشعب. فهو عيد الوحدة المتواصلة بين الراعي والرعية القائمة على الاعتصام بحبل الله المتين والتمسك بدينه القويم مصداقا لقوله تعالى “وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا”. فالاعتصام بالكتاب والسنة وطاعة الله ورسوله وطاعة أولي الأمر كل ذلك يحقق الخير الكثير للناس والأمة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن أطاع أميري فقد أطاعني ومن عصى أميري فقد عصاني …”.