هل سيتدخل السيد مولاي هشام المدغري العلوي، عامل إقليم خريبكة، لفتح تحقيق حول أداء مركز الإيواء؟

منذ ساعتين
هل سيتدخل السيد مولاي هشام المدغري العلوي، عامل إقليم خريبكة، لفتح تحقيق حول أداء مركز الإيواء؟

 بقلم: غزة مجيد

في فجرٍ بارد، أمام باب المسجد العتيق، تعرّض شخصٌ بدون مأوى للاعتداء والسرقة. حادثٌ أعاد طرح سؤالٍ أبعد من هوية اللص: من ترك هذا الإنسان وحيدًا في مواجهة الليل؟

فالضحية ليس مجهولًا ولا عابرًا. ينام في المكان نفسه منذ مدة، نراه جميعًا ونتجاهله جميعًا. نعتاد وجوده، ثم نندهش حين يُعتدى عليه. أليست هذه الدهشة شكلًا من أشكال النفاق الجماعي؟

قيل إن السلطة المحلية طلبت منه التوجّه إلى مركز الإيواء، لكنه رفض. وهنا تتزاحم الأسئلة:
هل يُسقط الرفض واجبَ الرعاية؟
وهل تتحوّل الكرامة الإنسانية إلى استمارة قبول أو رفض؟
وإذا كان الأمر كذلك، فهل أصبحت السلطة المحلية تقوم بمهام مركز الإيواء؟
وإن كان مركز الإيواء مؤسسة اجتماعية ممولة من المال العام، فلماذا لا نرى أثره في الشارع؟
ولماذا يُترك إنسان ينام أمام مسجد، بينما للمركز سيارات وموظفون وميزانية؟

ثم تمّ القبض على اللص في ظرف قياسي، وهو أمر يُحسب للأجهزة الأمنية، لكن السؤال الأهم يبقى: أين كان مركز الإيواء قبل الاعتداء؟ ولماذا لم ينجح في الاستباق والحماية؟

عندما تُدار المراكز الاجتماعية بعقلية سياسية، تكون النتيجة غالبًا تهميش الإنسان، لا حمايته. وعندما يُسير مركز الإيواء سياسي، اظن تختلط الخدمة الاجتماعية بالحسابات السياسية، ويتحوّل العمل الإنساني إلى إدارة تنتظر بدل أن تبادر. فهل أُنشئت هذه المؤسسات لحماية الأضعف، أم اعتادت العمل من خلف الجدران؟

ما وقع ليس حادثًا معزولًا، بل كشف لعطبٍ عميق: فشل في الاستباق، وفشل في الحماية، وفشل في تبرير صرف المال العام. فأي معنى للميزانيات إن لم تمنع هذا المشهد؟ وأي معنى للمؤسسات إن كانت لا ترى الإنسان إلا حين يطرق بابها ؟

وإذا كان مركز الإيواء مؤسسة اجتماعية، فلماذا يُدار أحيانًا بمنطق يشبه إدارة فندق ينتظر الزبائن عند الباب؟ لماذا يكتفي بالاستقبال المشروط، بدل المبادرة إلى البحث والمواكبة؟ وهل تُختزل الحماية الاجتماعية في سرير متاح لمن يقبل، بينما يُترك من يرفض، لأي سبب كان، في مواجهة الشارع والبرد والمخاطر؟

من هنا، يصبح فتح تحقيق إداري حول أداء مركز الإيواء ضرورة أخلاقية وسياسية. تحقيق يسائل: ماذا فُعل؟ ماذا لم يُفعل؟ ومن المسؤول؟
لأن الكرامة الإنسانية لا تُدار بمنطق لقد رفض، بل بمنطق أشد صدقًا: لماذا وصل إلى لحظة الرفض أصلًا؟

ومن هذا المنطلق، يبقى السؤال معلقًا:
هل سيتدخل السيد عامل إقليم خريبكة لفتح هذا التحقيق، وإنصاف الإنسان قبل أن يُترك مرة أخرى وحيدًا في مواجهة الليل؟

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.


الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق