بقلم: غزة مجيد
سيدي العامل، خريبكة اليوم لا تحتاج فقط إلى مشاريع، بل تحتاج قبل كل شيء إلى كفاءات قادرة على متابعة هذه المشاريع وتنفيذها وفق رؤية مستقبلية واضحة. المشاريع بلا متابعة، بلا إدارة كفؤة، تصبح مجرد أرقام على الورق وخرائط معلقة، لا أكثر ولا أقل.
خذوا معي مثال منتزه الفردوس، الذي بلغت تكلفته المالية 29,871,027.27 درهم تقريبا. هل يكفي أن نطلق مشروعا بهذه الملايين ونتركه يتلاشى في أحضان النسيان؟ الواقع يقول غير ذلك: نفورات متوقفة، جنبات مهترئة، غياب الصيانة، وتحويل هذا الفضاء العام من مكان للتنزه والاسترخاء إلى رمز للإهمال المالي والإداري.
سيدي الرئيس الجماعة ، لست ضدك ، ولم أكن يومًا خصمًا لأي مسؤول، ولا أحمل أي ضغينة كما يروج بعض الزبانية، لكن أن ترى مدينة تحتضر وأنت صامت فهذا ما لا يمكن السكوت عنه. الملايير تُصرف، والنتائج على الأرض ضعيفة أو معدومة.وان كان انتقادنا يزعجكم واننا عدوا لكم لاني انتقد واقع خرببكة فالخير ان لا اصافحك بدل السكوت
خريبكة بحاجة لرؤية واضحة، للكفاءات التي تراقب، وتتابع، وتحرص على أن تصل المشاريع إلى الناس كما وُضعت من أجلهم. مشاريع بلا متابعة لا تُعد مشاريع، إنها هدر للمال العام.
إن كان الهدف من هذه الأموال تحسين جودة حياة المواطن، فعلينا أن نعيد النظر في طريقة إدارة هذه المشاريع. فبدلاً من أن تصبح الإنجازات مجرد أرقام في دفاتر، يجب أن تتحول إلى واقع ملموس يراه كل ساكن ويشعر به كل زائر.
خريبكة اليوم تنتظر منكم، سيدي العامل، أن تُشاهد الواقع بأنفسكم، وأن تتأكد أن الأموال لا تُهدر، وأن المدينة لا تُترك لتحتضر في صمت.


