31 أكتوبر… ميلاد عيد وطني جديد للوحدة يرسم ملامح المغرب المتماسك.
3 ساعات ago
زنقة 36
في خطوة تحمل دلالات وطنية عميقة، أعلن جلالة الملك محمد السادس اعتماد يوم 31 أكتوبر عيدا وطنيا للوحدة، في قرار يجسد الرؤية الملكية الرامية إلى ترسيخ قيم التلاحم الوطني، وصون الروابط المتينة بين العرش والشعب. هذا الإعلان لا يندرج في إطار احتفالي فحسب، بل يعبر عن توجه استراتيجي يضع مفهوم الوحدة في صميم المشروع المجتمعي المغربي، باعتبارها أساس الاستقرار والتنمية، وركيزة الهوية الوطنية الجامعة.
ويأتي القرار الملكي في سياق وطني وإقليمي يتسم بالتحولات والتحديات، ليعيد التأكيد على أن وحدة الصف المغربي هي الضمانة الحقيقية لمواجهة التقلبات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وأن تماسك الأمة يظل أعظم رصيد للمغرب في مسيرته التنموية والدبلوماسية. فالوحدة هنا ليست شعارا عاطفيا بل ممارسة حضارية تمتد في عمق التاريخ وتستشرف المستقبل، بما يجعلها إطارا للثقة والمسؤولية المشتركة بين الدولة والمجتمع.
واختيار يوم 31 أكتوبر له رمزيته الخاصة في الذاكرة الوطنية، إذ يؤرخ لبداية مرحلة جديدة في استحضار قيم الوفاء والانتماء، ويرسخ مفهوم الوحدة الشاملة التي تجمع المغاربة على اختلاف مشاربهم ومواقعهم. إنها وحدة الأرض والإنسان والإرادة، وحدة تتجدد من خلال الممارسة اليومية للمواطنة المسؤولة، ومن خلال السياسات العمومية التي تسعى إلى تحقيق العدالة المجالية والتوازن الاجتماعي.
الاحتفاء بعيد الوحدة سيكون مناسبة سنوية لاستحضار تاريخ المغرب الموحد حول ثوابته، وفرصة لتجديد العهد على مواصلة البناء المشترك، وتعزيز ثقافة الحوار والانخراط الإيجابي في خدمة الوطن. كما يشكل هذا العيد دعوة مفتوحة إلى تعزيز الثقة في المؤسسات، وإلى جعل روح التضامن والمواطنة الفاعلة رافعتين أساسيتين للتنمية.
وقد لقي هذا القرار الملكي ترحيبا واسعا لدى مختلف الفعاليات الوطنية، التي اعتبرته خطوة رمزية قوية تعيد الاعتبار للهوية الوطنية الجامعة، وتكرس المسار التاريخي للبلاد كدولة مؤمنة بالوحدة في التنوع، وبالاختلاف في إطار الانتماء. فالوحدة، كما أرادها جلالة الملك، ليست مجرد تلاحم ظرفي، بل هي مشروع دائم يبنى بالثقة المتبادلة وبالوعي الجماعي بأن قوة المغرب تكمن في تماسك أبنائه وتضامنهم.
بهذا المعنى، يشكل يوم 31 أكتوبر أكثر من عيد وطني جديد، إنه محطة لتجديد الذاكرة الوطنية، واستحضار المعاني الكبرى للمواطنة، وترسيخ الوعي بأن الوحدة ليست فقط إرثا من الماضي، بل هي مسؤولية يومية تجاه الحاضر والمستقبل.