بقلم: غزة مجيد
في خريبكة، كان حفل توزيع الأوسمة الملكية على موظفي قطاع العدل لحظة استثنائية جمعت بين مرارة الواقع وروح الواجب النبيل، حيث وقف هؤلاء الرجال والنساء، الذين حملوا على أكتافهم ثقل العدالة وصعابها اليومية، ليس فقط كموظفين، بل كرموز حقيقية للوفاء والتفاني في خدمة وطنهم.
الأوسمة التي نالتها الأستاذة فاطمة بنت حجاج بهنان، والدكتور عز الدين بن دحمان الأزهر، والأستاذة الزهرة بنت بوشتة التاجري، لم تكن مجرد ألقاب توضع على الصدور، بل شهادة حية على قصة نضال وصبر طويل في وجه التحديات التي لا تنتهي داخل أروقة المحاكم ومكاتب كتابة الضبط. في كل وسام، توهجت قصة كفاح لا تقل أهمية عن أي إنجاز، حكاية عطاء مستمر رغم الصعاب.
المدير الإقليمي للسيد البشير الحموني عبر في كلمته عن التزام موظفي العدالة الذين يمثلون القلب النابض للمؤسسات القضائية، والذين يتحركون في صمت لمواجهة البيروقراطية والواقع الصعب. أشار إلى أهمية هذا التكريم كرسالة تقدير ملكي سامي يحفزهم على مواصلة العمل بإخلاص وتفانٍ، رغم الظروف التي قد تبدو أحيانا خانقة.
ففي خضم هذه اللحظة المضيئة، تتداخل مشاعر الفخر والواجب مع ألم الصعاب المستمرة، فهؤلاء الموظفون لا يكتفون بمجرد أداء مهامهم، بل يتخذون من العدالة رسالة وحياة، مهما طالت مسيرات المشقة. إنهم يذكرون الجميع بأن العدل هو اختبار يومي للنبل والإنسانية.
هذا التكريم الملكي ليس فقط حفل توزيع أوسمة، بل هو دعوة صادقة لتقدير الوفاء والمثابرة، ولنبذل كل ما في وسعنا لدعم سباقهم المتواصل نحو تحقيق دولة القانون والمؤسسات. إنه تذكير بأن من يضيئون دروب الحق هم رجال ونساء مثل هؤلاء، الذين يختارون أن يحملوا مشعل العدالة في وجه الزمن والتحديات.
في النهاية، يبقى هؤلاء الموظفون نموذجاً حيّاً لروح العطاء التي ترتقي فوق كل المصاعب، لتثبت أن العدالة ليست حلماً بعيداً، بل نداء إنساني ينبع من القلب.
[هذا المقال جاء بأسلوب راقٍ وممزوج بين الحزن والواجب، يأمل أن يكون محفزًا ومُلهمًا لمواصلة دعم جهود من يحملون راية العدالة بصدق وإخلاص.]
