إلى مشى الزين ابقاو حروفو: حديقة الفردوس.. أين ذهب الأخضر؟ اصفرار الأعشاب وصمت المسؤولين

11 أكتوبر 2025
{"remix_data":[],"remix_entry_point":"challenges","source_tags":["local"],"origin":"unknown","total_draw_time":0,"total_draw_actions":0,"layers_used":0,"brushes_used":0,"photos_added":0,"total_editor_actions":{},"tools_used":{"transform":1},"is_sticker":false,"edited_since_last_sticker_save":true,"containsFTESticker":false}

بقلم: غزة مجيد

منتزه الفردوس بخريبكة كان وعدًا كبيرًا وأملاً عريضًا برؤية نقية ومساحات خضراء تليق بساكنة المدينة. اليوم، وبعد سنوات قليلة فقط من إنشائه بتكلفة مالية تُقدر بنحو 29 مليون درهم على مساحة 7 هكتارات و160 مترًا مربعًا، ذهبت ذلك الأخضر الفاتن وتحول إلى صفرار ينبئ عن الإهمال وسوء التدبير الذي غذى هذا الحريق الصامت.

الأعشاب التي أضفت على المنتزه الحياة والبهجة صارت اليوم كأنها ركام أصفر، كأنها قصة من قصص «كب الماء في الرملة»؛ أموال طائلة تُنفق، والنتيجة كارثية وكأن لا شيء تم إنجازه. أين «الكوت أكوت» الذي صرفت عليه الملايين؟ وأين مكاتب الدراسات التي ابتلعت الأموال؟ العشب يُسقى بالتيو ترقيعًا فارغًا، وصيانة بلا جدوى تثبت عجز التدبير وفشل المسؤولين في الحفاظ على منتزه الفردوس


مأعلنت عنه الجهات المختصة ما هو إلا محاولة بائسة لتغطية العجز، كما يقول المثل: «وجه الشارفة ما يخفى، ولو تحكو بالحلفة»، كل محاولات الصيانة السطحية لم تُخفي عورة الإهمال المستمر.

ها هو المنتزه ينادي بصمت، والأعشاب الصفراء ترسم حكاية التدبير الهش، حيث المسؤولون يغفلون حقيقة أن المال العام لو أنفق على مصالح أخرى مفيدة أفضل أن يُضاعف خسارته في مشروع يتهاوى أمام عيون الجميع. وليس بالأمر العجيب أن الفشل صار مشهوداً، والإهمال أصبح عنواناً لكل ما يرتبط بالمنتزه، فكيف والثروة التي أنفقت عليه لا تترجم إلا حالة مهينة لهذه الفضاءات؟

نطالب الآن بفتح تحقيق دقيق ومسؤول ، بعيداً عن التسويفات والوعود الكاذبة، لنوقف هذا العبث الذي لا يصب في مصلحة أحد سوى التضحية بحق الساكنة الخريبكية في بيئة نظيفة وجميلة. المحاسبة هنا ليست مجرد شعار، بل ضرورة حتمية لردع كل من يعطل سير المشاريع ويؤجل مراقبتها، فإن غابت الرقابة صار الواجب أن يستيقظ ساكنو خريبكة ويطالبوا بحقهم دون خوف.

الحديث عن الإهمال لا يعني التشطيب على المشروع، بل دعوة ملحة لإعادة الاعتبار وتحريك المياه الراكدة، لا أن نترك الفردوس يغرق في صفراء الأعشاب ويتحول لحكاية ممتدة من الخسارة والتراجع. هذا هو واقعنا، وما تبقى من الفردوس هو صدى كلمة «إلى مشى الزين ابقاو حروفو»، فنحن نريد واقعًا يشبه الحروف الجميلة، لا حديقة أصابها الصفرار وانهار تحت ظلم الإهمال

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.


Breaking News

We use cookies to personalize content and ads , to provide social media features and to analyze our traffic...Learn More

Accept