بقلم:غزة مجيد
في قلب مدينة خريبكة، توجد زنقة مولاي إدريس، التي اشتهرت لعقود بكونها فضاءً مغرومًا ببيع الفواكه الجافة. هناك، كان اللوز والجوز والتمر يزينون الواجهات، وتفوح منهم رائحة التجارة النظيفة، في مشهد ارتبط بذاكرة الساكنة والزوار.
لكن، ما كان بالأمس عنوانًا للحياة، صار اليوم مسرحًا للفوضى: أكياس الأزبال المتراكمة، روائح كريهة تزكم الأنوف، وصورة بشعة لزنقة تجارية تحولت إلى شبه مطرح عشوائي.
المشهد ليس مجرد خلل بيئي عابر، بل هو إدانة صريحة لفشل التدبير المفوض، حيث تُهدر الملايين في عقود النظافة، بينما تغيب المراقبة، ويغيب معهما الضمير السياسي.
هنا، يطرح المواطنون سؤالًا مرًا:
هل أصبحت الأزبال في زنقة مولاي إدريس تحتاج إلى مناشدة خاصة وتدخل استثنائي كي تُرفع؟
وهل يُعقل أن تتحول زنقة مغرومة ببيع الفواكه الجافة إلى فضاء يفر منه الزبناء قبل أن يقتربوا من المحلات؟
إن ما يحدث اليوم هو إهانة لكرامة مدينة، وإساءة لتجارها وصورتها أمام نفسها وأمام زوارها. فزنقة مولاي إدريس ليست مجرد ممر تجاري، بل رمز لذاكرة خريبكة، وتشويهها بالنفايات هو تشويه لصورة المدينة كلها.
عندما يُترك فضاء تجاري مثل زنقة مولاي إدريس يغرق في الأزبال، فالأمر لم يعد مسألة نظافة فقط، بل صار فضيحة سياسية ووصمة عار على جبين من صمت ومن فوّض ومن عجز عن المحاسبة.