خريبكة… الجوطية بين الإنجاز والحيف: هناء بروك وإعادة ترتيب الواقع.

2 سبتمبر 2025
خريبكة… الجوطية بين الإنجاز والحيف: هناء بروك وإعادة ترتيب الواقع.

بقلم: غزة مجيد

الجوطية، قلب الملحقة الإدارية الاولى، ليست وليدة اللحظة، بل كانت موجودة قبل جائحة كورونا بمباركة السلطة المحلية والعامل السابق كما جاء على لسان رىيس جمعية الباعة الجائلين. خلال تلك الحقبة، وبحضور جميع الأجهزة الأمنية، تم منح كل بائع مساحة محددة لبيع الفواكه، وكانت الجوطية تتسع لأكثر من مائة بائع.

الحقيقة التي لا يمكن إنكارها: الجوطية لم تتحول إلى فوضى بمحض الصدفة. القائدة هناء بروك لعبت دورًا فعّالًا في تقليل العدد من أكثر من مائة إلى خمسة فقط، مع الحفاظ على حقوق بسيطة للباعة ووضع حد للفوضى، مما يعكس رؤية واضحة وإرادة قوية على الأرض، بعيدًا عن التدخلات الاستعراضية أو الصور الجماعية.

لكن المفارقة الكبرى جاءت بعد خروج بروك في إجازتها: تم تجنيد كل الأجهزة، القياد، أعوان السلطة، وعدد كبير من القوات المساعدة لإزالة خمسة بائعين فقط، يشغلون مساحة أمامية للشارع. عدد قليل جدًا مقارنة بالعدد الكبير الذي قلصته القائدة بروك بنفسها. وهنا يطرح السؤال: لماذا هذا التدخل بعد غياب بروك؟ ولماذا يُنظر إلى هذا العدد القليل وكأنه إنجاز، بينما الإنجاز الحقيقي كان تقليص أكثر من مائة بائع إلى خمسة فقط؟

الجواب واضح: أي تدخل لاحق، مهما كان ضخمه، لا يغيّر حقيقة الإنجاز الحقيقي، وهو تقليص العدد وإعادة النظام الذي أنجزته بروك وحدها. وكما يقول المثل: دَع ما لقيصر لقيصر وما لله لله، أي أن أي محاولة لتبني عملها يبقى مجرد عمل بسيط مقارنة  مع مانجزتة القائدة

الجوطية اليوم، بفضل القائدة بروك، لم تعد مجرد فوضى مفتوحة، بل أصبحت نموذجًا لما يمكن أن تفعله الإدارة الحقيقية: عمل يومي على الأرض، رؤية واضحة، إرادة صلبة، وتنظيم حقيقي. الإنجاز الحقيقي يعود لمن نفذ وليس لمن حضر

القائدة هناء بروك هي البطلة الحقيقية للجوطية: من ضبط العدد، أعاد النظام، وأثبت أن الإنجاز لا يُقاس بالقوة المفاجئة أو التدخلات بعد الغياب، بل بالإرادة والعمل اليومي على الأرض. بينما البعض ما زال يعيش الماضي وكأنه واقع دائم، متجاهلًا أن الجوطية كانت تتسع لأكثر من مائة بائع في جائحة كورونا، وأن تقليص العدد إلى خمسة كان ثمرة جهود بروك وحدها، وأن إزالة خمسة بائعين فقط لاحقًا بدون بديل حقيقي للباعة تبقى مجرد حيف وظلم واستعراض .

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.


Breaking News

We use cookies to personalize content and ads , to provide social media features and to analyze our traffic...Learn More

Accept