بقلم: غزة مجيد
في عزّ موجة الحرارة، حين تلهث البيوت وراء قطرة ماء، يجد سكان خريبكة أنفسهم في مواجهة مشهد عبثي: انقطاعات متكررة للماء الصالح للشرب، مقابل أضواء المهرجانات التي لا تنطفئ.
المكتب الوطني للماء يلتزم الصمت، وكأن عطش الناس لا يدخل في جدول أعماله، بينما البلاغات الاستباقية تظل في خبر كان. المواطن يستيقظ صباحًا ليكتشف أن الحنفيات جافة، فيتساءل: من المسؤول عن ترتيب الأولويات؟
الكتابة الإقليمية لشبيبة العدالة والتنمية تلتقط نبض الشارع، وتعلن تضامنها مع الأسر التي صارت تدير حياتها وفق “مواعيد” انقطاع الماء. وتطالب المكتب الوطني بوضع خطة عاجلة تُعيد للماء هيبته في الحنفيات، بدل الاكتفاء بنفس التبريرات التي باتت مملة أكثر من الانقطاع نفسه.
أما جماعة خريبكة، فالمطلوب منها – حسب الشبيبة – أن تنفق المال العام على مشاريع الماء والبنية التحتية قبل منصات الحفلات، وأن تُنشئ آلية دائمة مع المكتب الوطني للماء والمجتمع المدني لمتابعة الوضع، لأن الحق في الماء ليس رفاهية بل أساس الحياة.
هكذا تضع الشبيبة أصبعها على الجرح، وتُذكر بأن العطش لا يُطفئه المهرجان، وأن التنمية لا تُقاس بعدد الفرق الغنائية التي زارت المدينة، بل بعدد الأيام التي لا ينقطع فيها الماء عن الناس.