بقلم_غزة مجيد
في برقية تكاد تكون صفعة دبلوماسية مدوّية، جدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وبأسلوب لا يقبل التأويل، اعتراف بلاده الصريح بسيادة المغرب الكاملة على صحرائه، مؤكداً أن مبادرة الحكم الذاتي المغربية تظل الأساس الوحيد لتسوية هذا النزاع المفتعل.
ترامب، الذي اختار مناسبة عيد العرش ليبعث برسالة واضحة إلى الملك محمد السادس، لم يُسقِط فقط ورقة التوت عن دعاية جنرالات الجزائر، بل حوّلها رمادًا في مهبّ الريح. الولايات المتحدة تدعم المقترح المغربي، الجاد وذو مصداقية، يقول ترامب، بينما التبون لا يزال يبحث عن خرائط أفريقيا ما قبل 1830 ليثبت أوهامه الجغرافية.
واشنطن، الحليف الثقيل في ميزان العلاقات الدولية، لا تساوم عندما يتعلق الأمر بالمصالح الاستراتيجية. وتأكيد ترامب جاء ليكرّس موقفاً تأسس منذ 2020، ويزداد رسوخاً عاماً بعد آخر. أما جنرالات قصر المرادية، فهم ما زالوا أسرى خطاب الحرب الباردة، يُطبلون في الداخل لسيادة زائفة على قضية لا تعنيهم إلا بقدر ما تمنحهم ذريعة للاستمرار في قمع شعبهم وتبرير فشلهم السياسي والاقتصادي.
الرسالة الأميركية لم تكن مجرد تهنئة، بل خارطة طريق للتحالفات القادمة. ترامب تحدث عن اتفاقات أبراهام، ومحاربة الإرهاب، وتوسيع التعاون الاقتصادي، وكلها ملفات يغيب عنها صوت الجزائر، الغارق في عزلةٍ دولية اختارها النظام الحاكم بإرادته، وبدبلوماسية عرجاء يترأسها رئيس يعيش على وقع نظريات المؤامرة، ويتنفس عداءً مرضياً لكل ما هو مغربي.
فما عساك تقول الآن، يا تبون؟ هل ستبعث برسالة لنيكاراغوا لتستنكر؟ أم ستستدعي سفيرك في كوبا لتطمئن على موقفها؟
التاريخ لا ينتظر أحداً، ومن لا يصنعه يُداس على رصيفه. المغرب يمضي قُدماً بدعم القوى الكبرى، والجزائر تغرق في أوهام “الجمهورية الثانية”، تتحدث عن الثورة وهي تُصادر الصحف، وعن السيادة وهي تشتري صمت الروس.
نعم، ترامب قالها مجددًا: الصحراء مغربية… شئتم أم أبيتم.
