زنقة36_غزة مجيد
لا حديث لساكنة مدينة خريبكة في الأيام الأخيرة إلا عن الوضع الكارثي الذي آل إليه منتزه الفردوس بخريبكة والذي كان إلى وقت قريب المتنفس الوحيد لساكنة الفوسفاط الذين دأبوا على التوجه اليه صحبة أطفالهم وذويهم ، من أجل الاستمتاع بقسط من الراحة والهدوء بجنباته وخصوصا في عز الصيف الساخن بخريبكة او خلال فصل الربيع ، غير أن المنتزه الذي صرفت عليه ملايين الدراهم من أموال دافعي الضرائب
وساهم فيه المكتب الشريف للفوسفاط ، اصبح وضعه كارثيا بسبب الإهمال الشديد الذي تعرض له ، الأمر الذي يسائل المجلس البلدي بخريبكة الذي أبان مرة أخرى عن عقمه وعدم إحساسه بالمسؤولية تجاه قضايا الساكنة ، اللهم إن كان أمر الإهمال مقصودا لغاية في نفس يعقوب ، وربما قد تكون الغاية هي تخصيص ميزانية جديدة من أموال دافعي الضرائب بحجة الرغبة في إصلاح المنتزه أو إعادة تشجيره وإعادة غرس نباتات جديدة به في تبذير واضح للمال العام ، وان كان الأحرى بالسيد رئيس المجلس البلدي هو تكليف شركة متخصصة أو تخصيص أعوان من البلدية متخصصين في البستنة – وما اكثرهم – لصيانة المنتزه بشكل يومي ومستمر ودون انقطاع ، حفاظا على هذا المكتسب الذي استبشر الخريبكيون خيرا حين افتتاحه أول الأمر ، ليضعوا أياديهم على قلوبهم بسبب ما تعرض له من إهمال من أن يتحول هذا المنتزه –المتنفس- يوما ما بقدرة قادر إلى مشروع عقاري أو تفويته إلى لوبيات العقار الذين افرغوا المدينة من روحها بعد أن اجتاح الاسمنت كل فضاءاتها على حساب المساحات الخضراء والفضاءات الترفيهية ، التي أصبحت تعرف خصاصا مهولا بمدينة خريبكة ، بعد أن تم الإجهاز في وقت سابق على منتزه بني عمير ، ليضطر أغلب سكان خريبكة المقتدرين إلى البحث عن فضاءات خارج المدينة للراحة
والاستجمام ، بينما يضطر باقي السكان البسطاء إلى ارتياد هذا المنتزه برغم عِلاته وبرغم انعدام نظافته وإهماله حتى أصبح مرتعا للنفايات ومأوى للمتشردين ، في غياب شبه كلي لدور المجلس البلدي في الحفاظ على هذا الكنز الايكولوجي
الذي يعد معلمة بيئية تزخر بها هذه المدينة الفوسفاطية . وأمام هذا الوضع الذي لا يسر صديقا ولا حبيب فقد دقت مجموعة من الفعاليات الجمعوية ناقوس الخطر علَّ السيد رئيس المجلس البلدي يخرج من مكتبه لتفقد الوضع ومحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان.