إدريس سحنون
لحسن فارح، فنان عشق السينما حتى صار جزءا من روحها. بدأ رحلته متواضعا كتقني، لكنه حمل في داخله حلما كبيرا يتجاوز حدود المستحيل. بخطوات واثقة وبعزيمة لا تلين، صعد درجات المجد، مستعينا بالعمل الجاد والصبر الطويل، حتى تمكن من جمع المال لإنتاج أول أفلامه السينمائية، في خطوة جريئة عكست شغفه وروحه المبدعة.
وكمخرج بارع يعرف كيف ينسج تفاصيل عمله بدقة، واصل لحسن فارح رحلته ليبرهن على براعته كمدير إنتاج ومنتج منفذ.
ولم تكن أعماله مجرد مشاريع فنية، بل محطات مشرقة جسدت فيها الاحترافية أرقى معانيهاد فكل مشهد أبدعه كان يعكس رؤية تتجاوز السائد، ليقدم تجارب سينمائية تدهش الجمهور وتثير الإعجاب.
وكما يختار الرسام ألوانه بعناية ليخلق لوحة متقنة، قرر لحسن فارح أن يخوض تجربة الإخراج، ليضيف بعدا جديدا لمسيرته الفنية. وجاء عمله الأول كمخرج ليؤكد أن النجاح لا يبنى على الصدف، بل هو ثمرة رؤية عميقة وإخلاص لا يعرف الحدود. من خلال هذه التجربة، أثبت أنه فنان يمتلك موهبة قادرة على تجاوز التحديات وتحقيق المستحيل.
ولأن النحات الماهر لا يترك منحوتته دون أن يضع بصمته الأخيرة، استطاع لحسن فارح أن يضيف للسينما المغربية لمسة خاصة تميزها عن غيرها. فأعماله لم تكن مجرد أفلام تعرض على الشاشات، بل تجارب فنية مبهرة تجمع بين المتعة البصرية والعمق الإبداعي. إنه رمز للفنان الذي لا يتوقف عن الابتكار، وملهم لكل من يسعى لتحويل أحلامه إلى واقع ملموس.