” وحده الحب ” لكمال كمال، يتحدى الحدود ويجمع القلوب عبر سيمفونية إنسانية.

24 أكتوبر 2024Last Update :
” وحده الحب ” لكمال كمال، يتحدى الحدود ويجمع القلوب عبر سيمفونية إنسانية.

إدريس سحنون 

فيلم “وحده الحب” للمخرج كمال كمال، الذي عرض مؤخرا ضمن فعاليات المهرجان الوطني للفيلم في طنجة، هو تحفة سينمائية تجمع بين الموسيقى والسينما بنفحة إنسانية عميقة. تدور أحداثه في منطقة حدودية بين المغرب والجزائر، حيث يتقاطع الألم مع الحب، والحنين مع اليأس، مستعرضاً بجرأة قضية إغلاق الحدود وما يترتب عليها من تفريق العائلات وتشتيت الأحبة.

من خلال شخصياته، يعرض كمال حكايات أناس مزقهم الزمن وغرور السياسة، ويجعل من شخصياته وسائل للتعبير عن قسوة الوقت وضيق الأفق السياسي. لكنه في الوقت ذاته، يراهن على قوة الحب في اختراق الجدران التي بناها البشر، ويُظهر كيف أن القلوب، رغم كل شيء، تبقى منفتحة على الأمل والمصالحة. تجول الكاميرا بين مشاهد الطبيعة الرحبة، وكأنها تقول إن السماء والأرض أوسع من أي حدود رسمتها السياسة.

كمال كمال يصف السينما بأنها “المعبد الذي يجمع الفنون الستة”، وهذا يظهر بوضوح في “وحده الحب”، حيث يتجلى الفيلم كلوحة فنية متكاملة. عبر مشاهده، نرى إنسانًا ينظر إلى العالم بعيون مفتوحة على كل احتمالات الحياة، متشبثًا بقيم الحب والتسامح، رافضًا الانقسامات التي أوجدتها الأهواء والمزايدات السياسية.

“وحده الحب” ليس مجرد فيلم عن الحدود، بل هو رسالة حب وتسامح بين الشعوب، يذكرنا بأن الفن قادر على هدم الجدران التي تبنيها السياسة، وأن الحب هو القوة التي تجمع القلوب المتعبة وتصنع من الألم جمالا وإلهاما.

 

 

 

 

 

 

 

 

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

Breaking News

We use cookies to personalize content and ads , to provide social media features and to analyze our traffic...Learn More

Accept