زنقة36_غزة مجيد
في إطار الدينامية التنظيمية التي أطلقها حزب الحركة الشعبية، انعقد يوم السبت المؤتمر الإقليمي للفقيه بن صالح، تحت شعار: “استمرار البناء لتنمية محلية عادلة”. وقد شهد المؤتمر حضورًا متميزًا من مناضلات ومناضلي الحزب إلى جانب أعضاء المكتب السياسي، الذين أظهروا التزامهم الراسخ بقضايا الإقليم وتطلعات ساكنته.
استهل الأمين العام للحزب، السيد محمد أوزين، كلمته بالتعبير عن اعتزازه بالدور الريادي الذي يضطلع به إقليم الفقيه بن صالح، واصفًا إياه بأنه قلعة حركية بامتياز. وأشاد بالإنجازات التي حققها مناضلو الحزب في الإقليم، الذين عملوا بتفانٍ لتعزيز حضور الحزب ودوره في خدمة قضايا المواطنين. كما أكد أن هذه القلعة السياسية تجسد إرثًا من الالتزام الحركي، وهو ما يشكل مصدر فخر لجميع مناضلي الحزب.
ركزت كلمة الأمين العام على أهمية تحقيق التنمية المحلية العادلة التي تخدم مصالح المواطنين بشكل مباشر. وأوضح أن الحزب يضع قضايا الساكنة في مقدمة أولوياته، مشددًا على ضرورة تكثيف الجهود لتحقيق تنمية شاملة ومستدامة تعزز كرامة المواطن، من خلال تنفيذ مشاريع تنموية تلبي احتياجات الساكنة، مع التأكيد على دور المسؤولين المحليين في ضمان توزيع عادل للثروات وتحسين الخدمات الأساسية.
كما أثار الأمين العام التحديات التي تواجه الإقليم، خاصة ما يتعلق بندرة الموارد المائية والإجهاد المائي، داعيًا إلى اتخاذ خطوات استباقية لمعالجة هذه القضايا. وأكد على ضرورة تعزيز دور الفلاحين ودعمهم، مشيرًا إلى أن القطاع الفلاحي يظل ركيزة أساسية للاقتصاد المحلي.
من جهة أخرى، تطرق الأمين العام إلى قرار إقرار السنة الأمازيغية عطلة رسمية مدفوعة الأجر، معتبرًا إياها خطوة تاريخية تكرس الهوية المغربية المتنوعة الممتدة عبر 33 قرنًا من التاريخ. وأكد أن هذا القرار يعكس إرادة سياسية تعزز الوحدة الوطنية وتحتفي بالتنوع الثقافي كقيمة مضافة لمشروع المجتمع المغربي.
أكد السيد أوزين أن المغرب يعاني من أزمة ثقة بين المواطنين والفاعلين السياسيين، داعيًا إلى ضرورة استعادة المصداقية من خلال تقديم خطاب صادق وملامس لواقع المواطنين. وأشار إلى أن المشهد السياسي يعاني من احتباس سياسي يتطلب تحركًا جريئًا يعيد الاعتبار للعمل السياسي النبيل، ويربطه بخدمة قضايا المواطنين.
وشدد على أهمية العمل على توحيد الصفوف داخل الحزب وتعزيز التعاون مع القوى السياسية الأخرى التي تتقاسم نفس المبادئ. كما أعلن عن مبادرة الحزب لإعادة النظر في التحالفات السياسية، بما يهدف إلى تعزيز القطب الحزبي وتقديم بدائل واضحة للمغاربة.
أشاد الأمين العام بالدور الريادي الذي يلعبه جلالة الملك محمد السادس في قيادة المغرب نحو مستقبل مزدهر، داعيًا إلى أن تكون الأحزاب السياسية سندًا ودعمًا للمشروع الملكي، من خلال مواكبة الجهود التنموية وتقديم اقتراحات عملية تستجيب لتطلعات المواطنين.
اختتم المؤتمر الإقليمي للفقيه بن صالح بالتأكيد على استمرار النضال والعمل الميداني من أجل تحقيق العدالة التنموية وتعزيز حضور الحزب في المشهد السياسي المحلي والوطني. كما دعا المشاركون إلى مواصلة العمل الجماعي وتعبئة كافة الموارد لتحقيق رؤية الحزب المتمثلة في بناء مجتمع مغربي قوي وعادل
