زنقة 36 – غزة مجيد
في خطوة أثارت جدلاً واسعاً داخل الأوساط السياسية المغربية، أعلن النائب البرلماني سابقا عبد الصمد خناني استقالته من حزب التقدم والاشتراكية عبر تدوينة نشرها على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”. وأكد خناني في تدوينته أن استقالته تشمل عضويته في المكتب السياسي وجميع الهيئات والتنظيمات الموازية للحزب، مشدداً على أن قراره “نهائي”، وأنه لم يعد تربطه أي علاقة أو مسؤولية تجاه الحزب.
عبد الصمد خناني ليس مجرد عضو داخل حزب التقدم والاشتراكية، بل هو شخصية سياسية معروفة بمواقفه الجريئة داخل البرلمان. خلال مسيرته البرلمانية، اشتهر خناني بانتقاداته الحادة للحكومة ودفاعه عن القضايا التي تمس المواطن المغربي، وخاصة في الملفات الاجتماعية والاقتصادية. كما أنه لم يتردد في المطالبة بالشفافية والإصلاح في أكثر من مناسبة، ما جعله من أبرز الأصوات المعارضة التي تثير الانتباه.
اختار خناني إعلان استقالته عبر صفحته الشخصية، وهو أسلوب يوحي برغبته في إيصال رسالة واضحة وصريحة للحزب وللرأي العام. فهل يعكس هذا الاختيار استياءً من أداء الحزب أو طريقة تسييره؟ أم أن خناني كان يريد أن ينقل موقفاً سياسياً أكبر من مجرد استقالة داخلية؟ يبقى الأمر مثيراً للتساؤل، خصوصاً أن هذا القرار يأتي من شخصية عُرفت بشجاعتها وصراحتها.
تأتي هذه الاستقالة في توقيت حساس بالنسبة للحزب، الذي قد يكون في طور التحضير لمواجهات سياسية واستحقاقات هامة. فهل كان هذا التوقيت مقصوداً لتوجيه رسالة داخلية أو خارجية؟ أم أن القرار جاء نتيجة تراكمات ضغوط داخلية تفاقمت مؤخراً؟ وعلى الرغم من غياب التفاصيل الدقيقة عن الأسباب الكامنة وراء هذا القرار، يبقى تأثير استقالة شخصية بمثل ثقل خناني مسألة لا يمكن تجاهلها داخل الحزب.
إن استقالة خناني تفتح المجال أمام تساؤلات حول مستقبل الحزب وقدرته على احتواء هذا النوع من الأزمات. هل يمكن أن تؤدي استقالة شخصية بارزة مثل خناني إلى موجة استقالات أخرى؟ أم أن الحزب قادر على تجاوز هذه المرحلة بسلام؟ في الوقت نفسه، يطرح السؤال حول مدى تأثير غياب خناني على الأداء البرلماني للحزب، خاصة في ظل مواقفه المعروفة بالقوة والوضوح.
لم يكشف خناني في تدوينته عن الأسباب المباشرة التي دفعته للاستقالة، مما يترك الباب مفتوحاً أمام التكهنات. هل يمكن اعتبار هذه الخطوة رسالة احتجاج على طريقة تسيير الحزب؟ أم أنها بداية لمرحلة سياسية جديدة قد تكون خارج إطار حزب التقدم والاشتراكية؟ وما هي الدلالات المستقبلية التي قد تحملها هذه الاستقالة على مستوى المشهد السياسي الوطني؟.
1. ما هي الأسباب الكامنة وراء استقالة عبد الصمد خناني، وهل كان بالإمكان تفاديها؟
2. هل تعكس استقالة خناني أزمة أعمق داخل حزب التقدم والاشتراكية؟
3. كيف يمكن أن يؤثر غياب شخصية بمثل جرأة خناني على المشهد السياسي المغربي؟.
إن استقالة عبد الصمد خناني ليست مجرد خبر عابر، بل هي حدث ذو أبعاد سياسية هامة، ليس فقط بالنسبة لحزب التقدم والاشتراكية، بل للمشهد السياسي المغربي بأكمله. يبقى السؤال مفتوحاً حول الخطوة القادمة لخناني، الذي أثبت خلال مسيرته أنه سياسي ذو مواقف واضحة وجريئة، تركت بصمتها داخل قبة البرلمان وخارجها.