عودة بنكيران: بين واقع البنكيرانية وسيناريوهات التعبئة داخل العدالة والتنمية

28 أبريل 2025
عودة بنكيران: بين واقع البنكيرانية وسيناريوهات التعبئة داخل العدالة والتنمية

بقلم الدكتور: عبد الله أبو عوض

أستاذ علوم سياسية وعلاقات دولية، رئيس المنتدى المغربي الدولي للإعلام والاتصال.

بنكيران …أمينا عاما
رغم تداول أعضاء حزب العدالة والتنمية ترويج العرس الديمقراطي الذي شهده المؤتمر الأخير الذي توج فيه زعيمهم عبدالإله بنكيران، بولاية ثالثة لتدبير شؤون الحزب، فإن هذا المؤتمر في خفايا روحه ومعقوله يختلف عن سابقيه من حيث منطلق الإعداد، إلى منحى النتائج، وقد ساعد في ذلك مجموعة من العوامل يمكن الإلماع إليها في النقاط التالية:
– البروز الإعلامي الأخير في مواقع التواصل الاجتماعي للأستاذ عبدالإله بنكيران ، والمشاركات التسويقية التي ساهم فيها كل من بوانو والأزمي، وهو ما انعكس على المناضلين في الحزب إيجابا، كنوع من عودة الحضور في الساحة السياسية، مع استغلال الفراغ من حيث وجود نقاش جاد حول السياسة والسياسات العمومية التي تخص المواطن المغربي.
– النكسات التواصلية لبعض وزراء التحالف الثلاثي، الذي ساهم في تقديم نقاط قوة لحزب العدالة والتنمية الذي يجيد فن التواصل من خلال استغلالها ، والعمل على استثمارها كنقاط ضعف للتدبير الوزاري في الحكومة الثلاثية، وهذه النكسات التواصلية بالمقابل تبين مدى ضعف مبدأ الجدال السياسي عند البعض، ينعكس سلبا على رئيس الحكومة الحالي، الذي يتابع مشهديا من طرف المواطن المغربي، وهو ما نراه من خلال، أن كل تقصير في قطاع وزاري معين يلقى فيه اللوم على رئيس الحكومة أولا.
– البنكيرانية الحزبية، كنموذج صريح وواضح عن مدى قوة النموذج السياسي المفوه، وغياب عكسه، جعل منه ذاك السياسي الذي لا زالت الساحة السياسية العامة، تبحث عن مقاربته للمواضيع الطارئة باعتباره رئيسا للحكومة سابقا، وباعتباره متكلما يقنع بطريقته العوام من الناس، علما أن تحرير المحروقات وتعطيل صندوق المقاصة وغير ذلك من القرارات الحاسمة في تاريخ السياسة العامة في المغرب جاءت في عهده وبقراراته.
– الترهل الحزبي إشعاعيا، وليس تنظيميا، بحكم أن طبيعة حزب العدالة والتنمية قد حكم لولايتين سابقتين، وساعد تدهور اللأوضاع الاقتصادية في عهدهم إلى تصويت الشعب المغربي عقابا له على غياب واقعية الإصلاح في الجوانب الاقتصادية التي تمس المغاربة بصفة مباشرة، وهو ما كان يواجهه ابن كيران في كل حواراته الصحفية، وخرجاته التواصلية، دفعت ببروز البوانو والأزمي مؤخرا، مع استحضار أجندة مسبقة، أن العد التنازلي للانتخابات قد بدأ، هذا دون إغفال أنهما ومنذ الفترة الحكومية للثلاث سنوات السابقة، كانوا في سبات سياسي إلا ما طرأ.
– لماذا بنكيران لولاية ثالثة وبديمقراطية، الأمر ببساطة يعتمد مقاربة التعبئة القبلية، ما دامت رغبة البقاء حاضرة عند بنكيران، فيعمد على إعلان النية في عدم الترشح، ثم يروج بمبدأ فلسفة القائد من طرف الأتباع، ما يسمى بتلبية رغبة الشباب المحبين، الذين يتوسلون القيادة للترشح، ثم يعلن منه، أنه ترشح تحت مبدأ الضغط، ليترشح وليتم التعبئة له، ومن ثم الفوز بالأمانة العامة باسم العرس الديمقراطي، وبديمقراطية.
– الحاجة إلى البنكيرانية السياسية، يمكن ذلك ، فهي نوع من التوازن العامي عند شرائح عديدة من المجتمع المغربي، الذي بدأ يرى في السياسة عالم لولوج من لا أهلية لهم في العمل السياسي، لذا لا بد من خلق نقاش يتيح للعمل الحزبي تجديد الواقعية في طرح البرامج الانتخابية ، واختيار الأنسب في الفصاحة السياسية تواصليا، والكفاءة تدبيريا لخلق جو من المنافسة السياسية المعقولة.

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.


Breaking News

We use cookies to personalize content and ads , to provide social media features and to analyze our traffic...Learn More

Accept