زنقة36_رباط
شهد مقر حزب الحركة الشعبية في الرباط حدثًا تاريخيًا بإعلان تأسيس التكتل الشعبي، الذي يضم ثلاثة أحزاب سياسية: حزب الحركة الشعبية، الحزب المغربي الحر، والحزب الديمقراطي الوطني. هذا التكتل يأتي تحت شعار “بديل سياسي لجميع المغاربة”، في خطوة تهدف إلى توحيد الجهود السياسية لمواجهة التحديات الوطنية وإعادة إحياء الفعل السياسي النبيل.
افتتح اللقاء بكلمة من السيد محمد العنصر، رئيس لحزب الحركة الشعبية، حيث أكد أن التكتل الشعبي يمثل لحظة تاريخية في مسار العمل السياسي الوطني. وأضاف أن هذا التكتل يأتي استكمالًا لجهود الحزب في ترشيد المشهد السياسي وإعادة بناء الثقة بين الأحزاب والمواطنين.
وفي السياق نفسه، أكد الدكتور محمد أوزين، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، خلال كلمته في حفل الإعلان عن التكتل الشعبي، أن هذا المشروع ليس تحالفًا انتخابيًا، بل رؤية سياسية تهدف إلى إعادة الاعتبار للعمل السياسي في المغرب. وأشار إلى أن التكتل يسعى إلى مواجهة الأزمات السياسية والاجتماعية من خلال تقديم بدائل تعزز الديمقراطية وتخدم تطلعات المواطنين.
وأضاف أوزين: السياسة ليست مجرد أرقام ومقاعد انتخابية، بل مسؤولية نزيهة تهدف إلى تحقيق العدالة الاجتماعية والكرامة للمغاربة. واختتم كلمته بالدعوة إلى الانخراط في هذا المشروع الطموح، الذي يطمح إلى بناء مغرب قوي ومتضامن.
قدم الأستاذ إسحاق شارية، الأمين العام للحزب المغربي الحر، عرضًا مفصلًا عن رؤية التكتل، حيث ركز على:
تعزيز دور الأحزاب في تمثيل تطلعات الشعب المغربي.
التصدي للهيمنة الاقتصادية والسياسية التي تهدد التعددية السياسية.
إعادة الاعتبار للعمل السياسي ليكون وسيلة لتحقيق التنمية والكرامة للمواطنين.
تبني رؤية شاملة ترتكز على العدالة الاجتماعية، الاقتصادية، والحقوقية.
أشار السيد خالد البقالي، الأمين العام للحزب الديمقراطي الوطني، إلى أن التكتل الشعبي يمثل جيلًا جديدًا من التحالفات السياسية، يتميز بالانفتاح على جميع الفاعلين المدنيين والسياسيين. وأكد أن هذا المشروع ليس فقط للمرحلة الحالية، بل هو رؤية استراتيجية تسعى إلى إحياء القيم السياسية النبيلة.
خلال اللقاء، تم عرض وثيقة التأسيس التي تتضمن ثلاثة محاور رئيسية:
1. الثوابت الوطنية: التأكيد على الحفاظ على الهوية المغربية الجامعة، بمكوناتها المتنوعة.
2. الأهداف السياسية: تعزيز الديمقراطية، مواجهة التطرف بكل أشكاله، وترسيخ العدالة المجالية.
3. الآليات العملية: وضع خطط تنفيذية مشتركة بين الأحزاب لتفعيل أهداف التكتل على المستويين الوطني والمحلي.
أكد قادة الأحزاب الثلاثة خلال كلماتهم أن التكتل الشعبي سيظل منفتحًا على كل القوى الوطنية الراغبة في الانضمام إلى هذا المشروع. وأشاروا إلى أن التكتل ليس موجهًا ضد أي جهة، بل يسعى إلى خلق دينامية سياسية جديدة تُعلي مصلحة الوطن والمواطن فوق كل الاعتبارات.
اختُتم اللقاء بتوقيع بروتوكول التأسيس من قِبل الأمناء العامين للأحزاب الثلاثة، وسط أجواء من التفاؤل والتأكيد على ضرورة العمل المشترك لتحقيق أهداف التكتل.
يمثل التكتل الشعبي خطوة مهمة في المشهد السياسي المغربي، إذ يقدم رؤية بديلة للعمل السياسي ترتكز على الشفافية، النبل، والعمل الجماعي. وهو يسعى إلى أن يكون نموذجًا للتحالفات السياسية التي تخدم الوطن، وتعمل على تحسين حياة المواطنين، وتضمن استمرارية المكتسبات الديمقراطية والاجتماعية التي حققها المغرب.
في الختام، وجه قادة التكتل الدعوة لجميع الفاعلين السياسيين والمدنيين للانضمام إلى هذا المشروع الوطني، معتبرين أن نجاح التكتل يتطلب تضافر جهود الجميع من أجل مغرب أكثر وحدة، عدالة، وديمقراطية.