زنقة36_ غزة مجيد
انعقد يوم الأحد 5 يناير 2025، بقصر المؤتمرات أبي رقراق بمدينة سلا، الجمع العام التأسيسي للهيئة الطبية الشعبية تحت شعار “سياسة صحية مجالية عادلة”. وقد تميز اللقاء بحضور عدد من الأطباء والطبيبات، إلى جانب شخصيات سياسية ومهنية بارزة، حيث ألقى الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، محمد أوزين، كلمة افتتاحية بالمناسبة.
افتتح أوزين كلمته بالترحيب بالحاضرين وشكرهم على المشاركة الفعالة في هذا الحدث التأسيسي، مشيراً إلى أهمية تأسيس الهيئة الطبية الشعبية كخطوة تعكس رؤية الحزب في توسيع قاعدة العمل السياسي والانفتاح على مختلف الفئات والشرائح المجتمعية. واعتبر أن العمل السياسي لا يمكن أن يحقق أهدافه إذا ظل محصوراً في الأطر التقليدية، بل يحتاج إلى أساليب جديدة ومبتكرة تعزز من قدرة الأحزاب على الاستجابة للتحولات المجتمعية والتحديات الراهنة.
وفي سياق حديثه، سلط الأمين العام الضوء على التحديات التي تواجه المنظومة الصحية في المغرب، مشيراً إلى النقص الحاد في الموارد البشرية، لا سيما في المناطق النائية، وضعف التوزيع العادل للخدمات الصحية بين المدن والأرياف. كما أشار إلى قلة التجهيزات الطبية وضعف التغطية الصحية، مما يفرض ضرورة إعادة النظر في السياسات الصحية القائمة وتبني مقاربة جديدة وشاملة لإصلاح القطاع الصحي.
وأكد أوزين على أن الوضع الصحي الحالي يتطلب سياسة صحية عادلة وشاملة ترتكز على تعزيز الوقاية والعلاج، إلى جانب تطوير البنية التحتية الصحية وتحسين ظروف عمل الأطباء والممرضين، مع إيلاء اهتمام خاص للمناطق القروية والمهمشة. كما شدد على أهمية الصحة النفسية، داعياً إلى تعديل مدونة الأسرة بما يراعي الجوانب النفسية والاجتماعية التي تؤثر على الاستقرار الأسري، مؤكداً على ضرورة الاستماع إلى آراء المختصين والأطباء النفسيين في هذا الشأن.
وأضاف الأمين العام أن التكامل بين السياسة والصحة يشكل ركيزة أساسية لبناء مجتمع أكثر عدالة وإنصافاً. ودعا إلى تعزيز التشاور والتوافق داخل المجال السياسي، معتبراً أن الديمقراطية الحقيقية لا تقتصر على صناديق الاقتراع، بل تشمل أيضاً روح التوافق والتفاهم بين جميع الفاعلين السياسيين والاجتماعيين.
وفي ختام كلمته، عبّر أوزين عن شكره لجميع الحاضرين والمساهمين في إنجاح هذا اللقاء، مشيداً بحماس الأطباء والطبيبات المشاركين في هذا الحدث، ومؤكداً أن الهيئة الطبية الشعبية ستكون قوة اقتراحية مهمة للمساهمة في صياغة سياسات صحية متقدمة وعادلة. وتعهد بأن الحزب سيواصل دعمه للهيئة لتكون منصة للتأثير الإيجابي والإصلاح المنشود في القطاع الصحي، مع التركيز على العدالة المجالية والتغطية الصحية الشاملة.
وأشار إلى أن تأسيس الهيئة الطبية الشعبية يمثل محطة أساسية في مسار الحزب نحو تحقيق رؤية أكثر شمولية وعدالة في مجال الصحة، داعياً الجميع إلى الالتزام بروح التعاون والعمل المشترك من أجل مغرب يتمتع فيه كل مواطن بحق الرعاية الصحية اللائقة والمتكافئة.