إدريس سحنون
في أجواء احتفالية مبهرة، أسدل الستار مساء أمس السبت 9 نونبر 2024 على فعاليات الدورة الثامنة لملتقى سينما المجتمع ببئر مزوي، إقليم خريبكة.
وحملت دورة هذا العام اسم الممثل القدير ربيع القاطي، وكانت مليئة بالإثارة والتشويق، حيث توج فيلم “اسيف” للمخرج ياسين آيت فقير بالجائزة الكبرى، التي تحمل اسم “العين”. وفي مشهد درامي آخر، حصل فيلم “الممر” لمخرجته بديعة سماح السنوي على جائزة أفضل سيناريو، بينما أذهل فيلم “صرخة” للمخرج جبير مجاهد الجمهور ليفوز بجائزة أفضل إخراج، وجائزة الجمهور كذلك، في لحظة تصفيق حار تردد صداها في أرجاء القاعة.
وضمت لجنة التحكيم وجوها سينمائية لامعة مثل الفنان إدريس الطلبي والناقدة مليكة حموشة، والشاعرة نجاة رجاح، منحت تنويهاً خاصا للفيلم المصري “الهاتف” من توقيع المخرج أحمد جاد، مؤكدة على ضرورة السعي نحو تطوير التجارب السينمائية، إذ أثنت على الأعمال المشاركة التي عالجت قضايا المجتمع بجرأة وواقعية.
وتنافست ثمانية أفلام بشغف للفوز بجوائز الملتقى، من بينها “الهاتف”، و”الزمان الغدار”، و”القرية المنجمية العمالية”، إلى جانب “اسيف” و”الممر” و”التنمر يقتل الإبداع” و”صرخة” و”قسوة الحياة”، مما أضفى تنوعا غنيا على الشاشة، وحمل الجمهور في رحلة بصرية تعكس هموم الإنسان المعاصر.
وفي اليوم الأخير، أضاءت ندوة فكرية حول “السينما والذكاء الاصطناعي” خشبة الملتقى، بمشاركة الكاتب عبد الرحمان مسحت والدكتورين بوشتى فرقزيد والحبيب ناصري، لتفتح نقاشا حيويا حول مستقبل الفن السابع في عصر التكنولوجيا المتطورة. ومن جهة أخرى، شهدت التظاهرة توقيع مؤلفات جديدة؛ الأول لإدريس الطلبي بعنوان “فعلي يلكاني”، والثاني لعبد الإله الخطابي بعنوان “عصفور شغف اسمه السينما”، مع وصلة موسيقية حالمة على العود، قدمها الخطابي وسط تفاعل الحاضرين.
وتميزت الدورة، التي نظمتها جمعية الشروق بشراكة مع جماعة بئر مزوي وبدعم من المركز السينمائي المغربي والمجمع الشريف للفوسفاط بتنظيم ورشة سينمائية متخصصة في التحليل الفيلمي تحت إشراف الفنان مراد بتيل، فضلا عن احتفالية مبهجة بمدرسة العين الفرعية ضمن قافلة الابتسامة في دورتها 12، التي رسمت البسمة على وجوه الأطفال.
ويذكر ان هذه الدورة افتتحت بتكريم مؤثر لكل من الممثل ربيع القاطي والأستاذ بوشتى بن التابت، وسط أجواء مفعمة بالفن والإبداع، تخللتها لوحات تشكيلية بريشة عمار البوراوي، مريم ستوت، وعبد الجبار بلهشب، واختتمت الأمسية بعرض موسيقي ساحر لفرقة عبيدات الرما الزلاقة بقيادة المايسترو عبد الرحيم الراقي، لتنطبع اللحظات في ذاكرة الحضور وتؤكد أن السينما ما زالت قادرة على لمس القلوب وإثارة الخيال.