مباراة السياسة: بين المحترفين والحالمين في ساحة الانتخابات

19 أكتوبر 2024آخر تحديث :
مباراة السياسة: بين المحترفين والحالمين في ساحة الانتخابات

زنقة36_غزة مجيد

في ملعب الانتخابات الجزئية، يتجلى المشهد كأنه بطولة كرة قدم، حيث تتباين الفرق في مستوى الاحترافية والاستعداد. عشر فرق تتنافس، لكن ليست كل الفرق متساوية في خططها وطموحاتها. هناك من دخل المباراة وكأنه في نهائي دوري الأبطال، بخطط محكمة وتكتيك مدروس، يمرر وعوده كما يمرر الكرة، ويعرف كيف يسدد على مرمى الناخبين بأهداف سياسية واقعية وقابلة للتنفيذ.

هؤلاء المحترفون لم يتركوا شيئًا للصدفة، بل جهزوا أنفسهم جيدًا، يعرفون تضاريس الملعب ومواقف الخصوم، مستعدين للعب بأعلى مستوى من الأداء. ومن الواضح أنهم يمتلكون قوة دفع هائلة، تسير بهم بثبات نحو الهدف. هذا الفريق لا يكتفي بالكلام، بل يسخّر كل الأدوات للوصول إلى الفوز المؤكد، وكأنه “جرار” لا يمكن إيقافه، يجرف كل العقبات أمامه.

لكن في الجانب الآخر، هناك “الفريق الحالم” الذي لا يزال غارقًا في شعاراته الرنانة دون أن يقدم أي خطة واضحة أو برنامج جاد. هؤلاء المرشحون يرددون نفس الكلام الذي سئم الناخبون من سماعه، دون أن يدركوا أن الوقت قد حان للعمل الحقيقي، وأن الناخبين في إقليم خريبكة يبحثون عن التغيير الجذري، وليس الوعود القديمة التي لم تعد تقنع أحدًا.

الفريق الذي لا يزال يحلم بالنصر لم يستوعب بعد أن السياسة لا تدار بالأماني والشعارات فقط. هؤلاء اللاعبون، الذين يتخبطون بين حملاتهم العشوائية، لم يدركوا بعد أن السباق الانتخابي يحتاج إلى قوة حقيقية واستراتيجيات مدروسة.

السياسة لا تنتظر الحالمين، بل تنتظر أولئك الذين يعرفون كيف يقودون اللعبة بتخطيط وتفانٍ. فمن لا يتعلم من تجاربه السابقة، سيظل يدور في دائرة الفشل، بينما يتقدم الفريق الذي عرف كيف يستثمر طاقاته وقوته لتحقيق النصر.

المباراة قد تبدو في ظاهرها مشتعلة وحماسية، لكننا نحن المتابعين من المدرجات نعلم جيدًا من سيخرج منتصرًا في النهاية. فالفوز في نهاية المطاف سيكون من نصيب الفريق الذي يتقن فن كسب الأغلبية، والذي يحظى بثقة ودعم الجمهور الحقيقي، وليس من يعتمد على “الإعجابات” الافتراضية والشعارات الفارغة. فكما أثبتت لنا التجارب في كل موسم انتخابي، السياسة ليست مجرد لعبة كلمات أو وعود تفتقر للواقعية، بل هي مباراة تُلعب على أرض الواقع، حيث النجاح لا يُمنح لمن يركض أكثر أو يتحدث بصوت أعلى، بل لمن يعرف كيف يترجم جهوده إلى أهداف ملموسة في اللحظات الحاسمة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق