من البرلمان إلى برنامج ‘استعين بولي أمرك’: السياسة بنكهة عائلية!

3 أكتوبر 2024آخر تحديث :
من البرلمان إلى برنامج ‘استعين بولي أمرك’: السياسة بنكهة عائلية!

زنقة36_غزة مجيد
في زمنٍ أصبحت فيه السياسة شبيهة ببرنامج تلفزيوني شهير مثل “من سيربح المليون؟”، نجد أن البرلمان بات ساحة لاستعراض أبناء المرشحين، الذين يأتون مرشحين باسم آبائهم دون أن يكون لديهم أدنى فكرة عن المسؤولية التي يحملونها. تخيلوا معي مشهداً هزلياً: ابن يصل إلى البرلمان بعد تزكية عائلية وليس بناءً على كفاءته أو برنامجه، ويُطلب منه أن يطرح سؤالاً على الحكومة. ماذا يفعل؟ بكل بساطة يرفع الهاتف ويتصل بولي أمره، تماماً كما يحدث في “من سيربح المليون؟” عندما يستعين المتسابق بصديق.

ألو بابا؟ واش عندك شي فكرة على كيفاش نسول الوزير على التنمية في الإقليم؟” أو ربما: “ماما، الوزير قال لي كلمة ما فهمتهاش، خاصني نعرف واش نقول شي حاجة ولا نخرج نقلب على شي مصطلح في القاموس؟”. هذا هو المشهد السياسي الهزلي الذي وصلنا إليه، حيث يصبح البرلمان مجرد “منصة عائلية”، وأبناء المرشحين يحضرون كأنهم في “يوم عمل مع العائلة.

ولا تقف الكوميديا هنا فقط، بل حتى البرامج الانتخابية التي من المفترض أن تكون ركيزة لترشح أي شخص أصبحت غائبة تماماً. كيف يمكن لابن لا يعرف حتى كيفية كتابة طلب إداري أن يضع برنامجاً انتخابياً؟ ربما يحتاج إلى استشارة عائلية، أو جلسة مع جدته التي تعرف أفضل منه أحوال الإقليم. أو لعل الحل الأنسب أن يتم تنظيم “جلسات عائلية برلمانية”، حيث يتداول الأب والابن، وربما العم والخال، في قضايا الإقليم وكأنها نزهة في حديقة.

السياسة في هذه الحالة لم تعد مسألة كفاءة أو معرفة، بل أصبحت مجرد “لعبة عائلية”. الأب يُجهز الابن، والابن يذهب إلى البرلمان، وعندما يُطلب منه اقتراح حلول، يُحضر ورقة صغيرة مكتوبة بخط يد أمه: “التنمية تساوي الطريق والماء..

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق