خريبكة:يوم دراسي حول الصحة النفسية والإدمان… لمن تعاود زابورك يا داوود؟.

1 أكتوبر 2024آخر تحديث :
خريبكة:يوم دراسي حول الصحة النفسية والإدمان… لمن تعاود زابورك يا داوود؟.

زنقة36_غزة مجيد

في مشهد يجمع بين السخرية والمرارة، نظمت المندوبية الإقليمية لوزارة الصحة بخريبكة بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية يومًا دراسيًا حول الصحة النفسية والإدمان في الخزانة الوسائطية. وعلى الرغم من الأهمية البالغة للموضوع، إلا أن الحضور كان قليلًا، وكأن القاعة بدورها قررت عدم الانخراط في هذا النقاش. بدا الأمر وكأن البعض حضر فقط “لإرضاء الخواطر” أو لتلبية الدعوة تفاديًا للإحراج، وليس بدافع اهتمام حقيقي. وكأن لسان حالهم يقول: “لمن تعاود زابورك يا داوود؟”

داخل القاعة، انشغل المنظمون بتقديم عروضهم حول خطورة الإدمان وأهمية العلاج المعرفي السلوكي، لكن الفراغ الذي خيم على المكان كان أبلغ من كل الكلمات. ربما كان من الأجدر أن يُعطى هذا الحدث تسويقًا إعلاميًا مسبقًا لجذب انتباه الجمهور، الذي يبدو أنه غاب إما لعدم علمه أو لعدم اكتراثه. هنا كان الحضور القليل أشبه بمشهد مغربي مألوف: “عنداك غير تجي وما تلقاش بلاصة!”، لكن هذه المرة، الأماكن كانت كثيرة والوجوه قليلة.

الرسالة التي بعثها هذا الغياب الجماعي واضحة وصامتة في نفس الوقت: “هل نحن هنا لنسمع ما تقولونه؟ أم أنكم تتحدثون لأنفسكم؟” بعض الحاضرين جلسوا وكأنهم يؤدون واجبًا أكثر من اهتمامهم، بينما المنظمون بدوا منشغلين بإلقاء كلماتهم، التي سرعان ما ارتدت إليهم من الجدران الفارغة. وكأن المثل المغربي ينطبق على الحدث: “لي فكرشُه لعجينة يخاف من النار.”

في نهاية اليوم، وبينما اختتم المنظمون بابتساماتهم الروتينية وصورهم التذكارية أمام الكراسي الفارغة، بقيت الصورة الأهم غائبة: تلك الصورة التي لم تُلتقط، صورة الجمهور الحقيقي. لو كان لهذا الحدث تسويق إعلامي فعّال، ربما كانت القاعة ممتلئة. لكن كما يقول المثل: “إيلا طلعت للقصر أوا أقول شكون شافني؟”

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق