حميد العرشي يُفكك حزب التجمع الوطني للأحرار في خريبكة: أين أنت يا عزيز أخنوش؟

27 سبتمبر 2024آخر تحديث :
حميد العرشي يُفكك حزب التجمع الوطني للأحرار في خريبكة: أين أنت يا عزيز أخنوش؟

زنقة36_غزة مجيد

في خضم التوترات التي يعيشها حزب التجمع الوطني للأحرار بإقليم خريبكة، تبرز ممارسات المنسق الإقليمي حميد العرشي كعامل رئيسي في تأجيج الأزمات الداخلية للحزب وتفكك صفوفه. مناضلون بارزون ووجوه شابة عملت لسنوات على بناء قواعد الحزب وتعزيز مكانته بالإقليم، يجدون أنفسهم اليوم محاصرين بحملة ممنهجة من الإقصاء والتهميش، في ظل صمت مقلق من القيادة الوطنية.

حميد العرشي، الذي كان من المفترض أن يكون منسقاً إقليمياً يعزز الوحدة ويقوي الحزب، حول مهمته إلى ساحة لتصفية الحسابات الشخصية. شواهد عديدة تؤكد أن العرشي لا يتردد في محاربة كل من يراه مهدداً لمكانته، حتى لو كان ذلك على حساب مصلحة الحزب وتماسكه. الأمثلة على ذلك عديدة، نبدأ بسعيد العرشي، الذي كان من أوائل المؤسسين للشبيبة التجمعية في الإقليم ولعب دوراً كبيراً في تعزيز صفوف الحزب وجلب رؤساء جماعات محلية، ولكنه تعرض لحملة تضييق انتهت بإبعاده عن الحزب. هذه السياسات دفعت بسعيد إلى مغادرة الحزب والالتحاق بحزب آخر، حيث “ركب الحصان”، في إشارة إلى تحالفه مع حزب الاستقلال.

وإذا كان سعيد العرشي ضحية بارزة، فإن حميد العرشي لم يتوقف عند هذا الحد. الدكتورة حنان غزيل، التي كانت نائبة وطنية لمنظمة المرأة التجمعية ورئيسة جهوية للمرأة التجمعية للتجمع الوطني للأحرار، ومحط احترام مناضلي الحزب بفضل تكوينها وخبرتها، هي الأخرى وجدت نفسها في مرمى ممارسات المنسق الإقليمي. العرشي رأى في تفوقها وتفانيها تهديداً شخصياً لمكانته. غير قادر على مجاراة إمكانياتها أو خبراتها، لجأ إلى استخدام نفوذه داخل الحزب لمحاربتها عبر أتباعه، وتهميشها بأي وسيلة ممكنة، في محاولة لإقصائها وإبعادها عن الساحة.

ولا ننسى نور الدين العرشي، ابن أخيه، الذي تعرض هو الآخر لهجمات مسعورة، على الرغم من دعمه للمناضلين في الإقليم مادياً وتأطيرياً. كان نور الدين نائباً في جماعة خريبكة، وقد وعده بالدخول إلى البرلمان، إلا أن محاربته من قِبَل المنسق الإقليمي كما أن نرجسيته أدت إلى قطع العلاقة مع عدد كبير من رؤساء الجماعات، بما في ذلك رشيد الصموتي، رئيس جماعة أولاد عبدون، الذي كان له الفضل الكبير في حصول حميد العرشي على مقعده البرلماني وجلب آلاف المناضلين إلى حزب التجمع الوطني للأحرار. رغم تضحياته الكبيرة، بما في ذلك التخلي عن رئاسة مجموعة الجماعات لصالح حزب آخر واكتفى بنيابةفي التعمير، وجد الصموتي نفسه مهمشاً من قبل المنسق الإقليمي.

خليفة المجيدي أيضاً، الذي كان المنسق الإقليمي قد وعده بالدعم الكامل داخل الحزب، سرعان ما انقلب عليه واتهمه بعدم امتلاكه قاعدة شعبية. هذه الممارسات أدت إلى رحيل المجيدي والانضمام إلى حزب الأصالة والمعاصرة، حيث تمكن من تحقيق نتائج مهمة سواء في البرلمان أو على مستوى الجماعات المحلية. هذا الرحيل يؤكد أن الكفاءات التي يهملها العرشي تزدهر وتحقق النجاح بمجرد خروجها من الحزب، مما يطرح تساؤلات حول الكفاءة الحقيقية للمنسق الإقليمي في إدارة شؤون الحزب.

إضافة إلى ذلك، هناك العديد من المناضلين الذين يشعرون بالإقصاء والتهميش، ويخشون أن يكون القادم أسوأ. موجة الرحيل السياسي قد لا تتوقف عند الأسماء المذكورة، بل يمكن أن تشمل وجوهاً أخرى بارزة عملت بجد لتعزيز صفوف الحزب في الإقليم، لكنها تجد نفسها اليوم أمام وضع لا يمكن تحمله.

في هذا السياق، جاء هروب رئيس جماعة الكناديز والتحاقه بحزب التقدم والاشتراكية نتيجة رفض المنسق الإقليمي تزكيته.

وعلى الرغم من ترويج المنسق الإقليمي بأن المحاضر هي الفيصل بين الأطراف، إلا أنه، وفقاً لما يتردد في الشارع الخريبكي، فإن الأصوات التي حصل عليها الحزب تعود إلى برنامج عزيز أخنوش وليس لجهود المنسق الإقليمي.

مما لا شك فيه أن السياسات التي يعتمدها حميد العرشي تُلحق ضرراً بالغاً بحزب التجمع الوطني للأحرار في إقليم خريبكة. الحزب، الذي كان من المفترض أن يعزز مكانته السياسية ويعمل على تحسين موقعه في الإقليم، يجد نفسه الآن أمام تفكك داخلي ونزيف للكوادر بسبب الممارسات الإقصائية للعرشي. هذا الوضع يطرح تساؤلات ملحة حول دور القيادة الوطنية للحزب، وعلى رأسها عزيز أخنوش.

عزيز أخنوش: هل يدرك ما يجري؟

من الصعب أن نتخيل أن عزيز أخنوش، بصفته رئيس الحزب، لا يتلقى تقارير عن الوضع المتدهور في خريبكة. المنسق الجهوي، السيد المنصوري، يجب أن يتحمل مسؤولية رفع التقارير الصحيحة إلى قيادة الحزب، وإطلاعها على ما يجري في الإقليم من تضييق وإقصاء. ولكن السؤال الأهم: هل تلك التقارير التي تصل إلى أخنوش تعكس الواقع فعلاً؟ أم أن هناك تلاعباً أو إخفاءً للحقائق؟

القيادة الوطنية للحزب مطالبة اليوم بالتدخل العاجل لتصحيح الأوضاع، خاصة وأن سياسات حميد العرشي قد تهدد ليس فقط مستقبل الحزب في الإقليم، ولكن أيضاً سمعته على الصعيد الوطني. الاستمرار في تجاهل هذه الأزمة لن يؤدي إلا إلى تفاقمها، وقد يدفع بمزيد من المناضلين والكفاءات إلى مغادرة الحزب، ما يعني أن الحزب سيفقد مزيداً من قوته وفعاليته في الإقليم.

على عزيز أخنوش أن يظهر قيادته الحقيقية في هذه الأزمة، ويُعيد ترتيب البيت الداخلي للحزب، لضمان بقاء المناضلين المخلصين والكفاءات التي بنيت عليها قاعدة الحزب في الإقليم. قد يكون الحل هو إحداث تغييرات جذرية في القيادة الإقليمية، بما في ذلك تعيين منسق جديد يتمتع برؤية شاملة وقدرة على العمل بروح الفريق، بعيداً عن تصفية
الحسابات الشخصية والممارسات الإقصائية

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق