بقلم: غزة مجيد
مدارة الرخام بخريبكة ليست سوى عينة صغيرة من قصة أكبر: مجلس جماعي فقد بوصلة التدبير، واختار أن يقدم نفسه للمدينة بصفة جديدة… مسيو بريكولاج.
كل شيء هنا يُدار بالترقيع: مدارة تتحول إلى ورشة هاوية، أزقة تُرقّع كما تُرقّع ثوب قديم، وأرصفة تُهدم وتُبنى ثم تُهدم من جديد، كأن الجماعة لا تعرف من الإصلاح سوى إعادة نفس الأخطاء. لا أثر لدفاتر تحملات، ولا إشراف تقني، ولا حتى رؤية حضرية تحفظ كرامة المدينة التي كانت يوماً عاصمة الفوسفاط.
المجلس اليوم لا يخطط، لا يبتكر، ولا يراقب… بل يكتفي بدور مصلح أعطاب في مصنع الحدادة ، حيث تُستبدل المعايير بأكياس إسمنت فارغة، والمال العام يُصرف كما يُصرف على نزوة شخصية.
من يتجول في خريبكة يقرأ القصة من أولها لآخرها: مدارة مخرومة، أزقة محفورة، أرصفة مكسورة… وكلها تضع عنواناً واحداً على باب المجلس: مرحبا بكم في زمن Me Bricolage، حيث السياسة غائبة، والتدبير مجرد لعبة بلا قانون.
فهل تستحق عاصمة الفوسفاط أن تتحول إلى اضحوكة عمرانية لا يتشبه سوى العبث؟