أزمة التعليم تهدد مكتسبات الأسرة الفوسفاطية بخريبكة وسط تجاهل الإدارة المحلية

19 سبتمبر 2024آخر تحديث :
أزمة التعليم تهدد مكتسبات الأسرة الفوسفاطية بخريبكة وسط تجاهل الإدارة المحلية

زنقة36_غزة مجيد
يشهد قطاع التعليم المرتبط بشغيلة الفوسفاط بخريبكة تدهوراً خطيراً، مما يهدد أحد أهم المكتسبات التاريخية للأسرة الفوسفاطية، وهو التعليم الذي كان دوماً في صلب اهتمام الشغيلة وأحد ركائز الاستقرار الاجتماعي. في بيان أصدره المكتب الإقليمي للجامعة الوطنية لقطاع الفوسفاط، المنضوية تحت لواء الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، تم تسليط الضوء على الوضعية المتردية التي وصلت إليها المدارس التابعة لمعهد الترقية الاجتماعية والتعليمية بخريبكة.

أعرب المكتب الإقليمي عن استيائه من استفراد الإدارة المحلية باتخاذ القرارات المتعلقة بالدخول المدرسي، مع تغييب واضح للجنة المحلية للتمدرس. هذا الانفراد نتج عنه ما وصفه المكتب بالوضعية “الكارثية” التي تعيشها مختلف المؤسسات التعليمية التابعة للمعهد. فالمستوى التعليمي يشهد تراجعاً مهولاً بسبب عدة عوامل من بينها الاكتظاظ داخل الأقسام، وعدم استقرار المناهج التعليمية، والنقص الحاد في الأطر التربوية. إضافة إلى ذلك، ندد المكتب بما أسماه “الزبونية والريع” في عمليات التوظيف التي تفاقم الوضع التعليمي المتأزم.

من بين أبرز القضايا التي تم تسليط الضوء عليها هو التأخير المستمر في إتمام بناء إعدادية وثانوية بدر. على الرغم من انطلاق الدراسة بهاتين المؤسستين للموسم الثالث توالياً، إلا أن الأشغال لا تزال مستمرة ولم يتم تسليم المرافق الرياضية والثقافية حتى الآن. هذه الوضعية أثرت سلباً على جودة التعليم والبيئة الدراسية، وحالت دون توفير فضاءات ملائمة للأنشطة الرياضية والثقافية التي تعتبر جزءاً أساسياً من العملية التعليمية.

اعتبر المكتب الإقليمي أن ما يحدث هو عملية إجهاز ممنهجة على مكتسبات الأسرة الفوسفاطية التي ناضلت طويلاً من أجل تأمين تعليم ذي جودة لأبنائها. التعليم، الذي كان يمثل أحد الأعمدة الرئيسية لاستقرار الشغيلة، أصبح اليوم عرضة للتهميش والإهمال، وسط غياب رؤية واضحة من الإدارة المحلية للنهوض بهذا القطاع الحيوي.

وفي ظل هذا الوضع المأزوم، دعا المكتب الإقليمي إلى ضرورة انعقاد اللجنة المحلية للتمدرس فوراً، وإشراك جميع الأطراف المعنية في اتخاذ القرارات المتعلقة بالدخول المدرسي ومستقبل التعليم في المنطقة. كما شدد على أهمية استئناف هيئات الحوار محلياً لمعالجة المشاكل المتفاقمة، مشيراً إلى أن استمرار التراجع في قطاع التعليم يشكل تهديداً مباشراً للسلم الاجتماعي ولحقوق الأسرة الفوسفاطية التي طالما اعتبرت التعليم أحد أهم مكتسباتها.

إن تدهور التعليم في مؤسسات معهد الترقية الاجتماعية والتعليمية بخريبكة يعكس أزمة أعمق في إدارة القطاع، ويتطلب تدخلاً عاجلاً من الجهات المعنية لضمان حق الشغيلة الفوسفاطية في تعليم جيد ومستدام لأبنائها.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق