زنقة36غزة مجيد
يشهد إقليم خريبكة حاليًا صراعًا محمومًا على المقعد البرلماني الشاغر الذي تركه حزب التقدم والاشتراكية بعد فقدانه. هذا الصراع لا يقتصر على الأحزاب السياسية فحسب، بل يتعداها ليصل إلى التحالفات السرية واللقاءات الليلية التي تُجرى خلف الكواليس في محاولة لضمان الفوز بهذا المقعد الحساس.
السعي نحو هذا المقعد لا يتعلق فقط بالمرحلة الجزئية الحالية، بل يمتد إلى الاستحقاقات الانتخابية لعام 2026. بعض البرلمانيين في الإقليم يبدون قلقًا من أي منافس قد يحصل على التزكية ويتمكن من الفوز في الانتخابات الجزئية القادمة، مما سيجعل منه خصمًا قويًا في الانتخابات العامة المقبلة.
في هذا السياق، يُسمع همسٌ بين الأروقة السياسية عن رغبة البعض في منع أي مرشح محتمل من الحصول على التزكية، خوفًا من أن يتحول هذا المنافس الجديد إلى تهديد حقيقي في المستقبل. هذه الديناميكية جعلت من المصالح الشخصية تتغلب على المصلحة العليا، حيث يفضل البعض تأمين مكانتهم السياسية على حساب المصلحة العامة.
في أجواء مشحونة بالصراع السياسي، تجد أن اللقاءات الليلية أصبحت سمة من سمات إقليم خريبكة. تدخل القهوة، فتجدها مدفوعة الثمن سلفًا، كأنها إشارة إلى أن الأمور ليست كما تبدو على السطح. خلف الابتسامات البشوشة والزرود العامرة، تكمن حسابات دقيقة ومحاولات مستميتة لتمرير الرسائل وتقديم أنفسهم كمرشحين منقذين للإقليم من الظلمات. هذه الاجتماعات ليست سوى غطاء لتمرير المصالح الشخصية على حساب المصلحة العامة، حيث يختلط الجد بالسخرية، والحسابات الخفية بالأجندات السياسية.
ومع تزايد الحديث عن سماسرة الانتخابات الذين يسعون للتأثير على النتائج واستغلال الثغرات، تتزايد المطالب بضرورة محاربتهم وضمان نزاهة العملية الانتخابية. يبقى السؤال هنا: هل ستتدخل السلطات بشكل فعال لردع هؤلاء السماسرة وحماية المسار الديمقراطي، أم أن الأمور ستستمر كما هي، مما يهدد بنسف الثقة في العملية الانتخابية؟
إن الصراع على المقعد الشاغر في إقليم خريبكة ليس مجرد تنافس انتخابي، بل هو تجسيد للرهانات السياسية المستقبلية التي بدأت تتبلور منذ الآن، وتلقي بظلالها على المشهد السياسي الوطني. وفي ظل هذه المعركة الشرسة، يبقى التساؤل مطروحًا: هل ستنتصر المصالح الشخصية، أم ستظل المصلحة العليا للوطن فوق كل اعتبار؟ وهل ستتخذ السلطات موقفًا حازمًا لضمان نزاهة الانتخابات ومنع تأثير السماسرة؟