مات سقراط وبقي شنقريحات بلا سياسة سوى الانتهازية: عاش البجعديون ولا عاش من خانهم

2 سبتمبر 2024آخر تحديث :
مات سقراط وبقي شنقريحات بلا سياسة سوى الانتهازية: عاش البجعديون ولا عاش من خانهم

زنقة36غزة مجيد

مات سقراط وترك وراءه شنقريحات لا يتقنون سوى فن الانتهازية واستغلال الظروف. انحرف هؤلاء عن مسار الحكمة الحقيقية، التي كانت توجه الفيلسوف الكبير نحو الحق والعدل، ليصبحوا مجرد لاعبين في مسرح السياسة البالية، حيث يتمكنون من التلاعب بالكلمات والمفاهيم لتحقيق مصالحهم الشخصية.

في عالم تغلب فيه المصالح الخاصة على المصلحة العامة، يتخفى هؤلاء الشنقريحات الجدد وراء أقنعة الفلسفة، ولكنهم لا يعرفون منها سوى العناوين البراقة. لقد نسوا أن الفلسفة في جوهرها سعي مستمر نحو الحقيقة، وأنها تتطلب شجاعة في مواجهة النفس والمجتمع على حد سواء. بدلًا من ذلك، انغمسوا في لعبة الانتهازية، يستغلون كل ظرف لتحقيق مكاسب آنية، متجاهلين أن الفلسفة لا تزدهر إلا في بيئة من النزاهة والشفافية

السؤال الذي يطرح نفسه اليوم: متى يعود هؤلاء الشنقريحات إلى رشدهم؟ هل سيأتي يوم يعيدون فيه اكتشاف قيمة الفلسفة كأداة للتأمل والتواصل، وكجسر يربط بين الفكر والعمل؟ أم أنهم سيظلون سجناء لتلك الرغبات الشخصية، تائهين بين أمواج الانتهازية التي لا تنتهي؟

ولأقول لشرقاوة الشرفاء، أبناء بوعبيد الشرقي: عاش البجعديين، ولا عاش من خانهم. ليسقط كل شنقريحة يسعى لخلق الفتنة بين القبائل وزعزعة استقرار الإقليم. إن وحدة القبائل هي مصدر قوتنا، وأي محاولة للتفرقة بيننا مصيرها الفشل. الوحدة والاستقرار هما درعنا الحصين في مواجهة كل من يحاول النيل من سلامة هذا الوطن الغالي.

كان سقراط يسعى إلى الخير ويبحث عن المعرفة، بينما لا يجيد هؤلاء الشنقريحات سوى لغة الخداع والكلام المعسول المسموم. رحمك الله عليك يا سقراط، ليتك كنت هنا لترى كيف تحولت الحكمة إلى سلعة في أيدي المتلاعبين. العودة إلى الرشد تتطلب وعيًا بحقيقة أن الفلسفة لا تُختزل في مجرد كلمات فارغة تُستخدم لتحقيق مآرب خاصة، بل هي دعوة للإصلاح الداخلي قبل الخارجي، لإعادة بناء الذات والمجتمع على أسس من الصدق والنزاهة. إلى حين ذلك، يبقى سقراط الفيلسوف الحقيقي غائبًا، في انتظار من يعيد إحياء روحه في عالم تملؤه الانتهازية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق