.بقلم الدكتور : عيدودي عبدالبني
عضو المجلس الوطني للحزب
كثر الحديث دخل حزبنا العتيد عن البديل الحركي .. فالكل يتحدث عن هذا البديل نخب الحزب و قياداته و مناضليه ، وهذا شيء محمود وجميل ، يثلج الصدر ، لانه ينم عن بداية تشكل وعي حركي ، و يؤكد وجود بوادر حركة ثقافية وفكرية داخل الحزب ، حديث يطرح أسئلة عديدة وسط مناضلي الحزب من قبيل :(من نحن؟و أين نقف؟ وكيف نسير ؟ و ماذا نريد ؟)
فمنذ إنتخاب الأخ محمد أوزين أمينا عاما للحزب و أنا أسمع هذا النقاش الشفهيّ في أوساط حزبنا ، لكننا لا نكاد نجد ورقة تأطيرية مكتوبة توضح لنا معالم هذا البديل ، و لا مرتكزاته ، أو تشرح لنا شيء من قاموسه و مفاهيمه و تعاريفه و اصطلاحاته، أو يفسر لنا دلالاته السياسية ، أو يبسط لنا شيء من حمولاته الاجتماعية و الإقتصادية ، تم المدنية الحقوقية .
لكنني حاولت مرارا إلتقاط شيء من السيد الأمين العام كلما جالسته حول البديل الحركي ، فوجدته مستوعبا له ، ذكيا ألمعيا في طرحه ، ذا نظر ثاقب في تملك تصوره ، و ذو طموح وثاب و رغبة جامحة في تنزيله ، و صاحب مشروع سياسي جديد يحمل الحركة من الزعيم ألى التنظيم ، و من الخيمة إلى المؤسسة ، يقاوم ويصارع من أجل وضع أسس و مرتكزات هذا المشروع ، و يجاهد لخلق الفضاء الأمثل لإستيعاب هذا المشروع ، و يبحث عن كفاءات تحمله معه و تساهم في نشره و تعميمه وسط الفضاء السياسي المغربي ، و تعمل معه على تنزيله في أرض الواقع .
و من هنا جاءت فكرة كتابة هذه الورقة التي وسمتها ب( نحو رؤية مؤطرة للبديل الحركي في افق 2036) لتكون بداية لنقاش المكتوب للبديل الحركي فنعيد الاسئلة المحورية لهذا البديل : ما هي مفاهيمه و دلالاته الاصطلاحية ؟ و ما هي هويتنا السياسية ( من نحن الأن)؟ و أين نقف؟ و ماذا نريد ؟ و كيف نسير للهدف المنشود ؟
1- البديل الحركي مفاهيم و اصطلاحات .
يتمحور مفهوم البديل الحركي في الإنتقال بحزب الحركة الشعبية من ثقافة الخيمة إلى ثقافة التنظيم و المؤسسات ، و التحول من مفهوم الخيمة القروية الأمازيغية ، إلى مفهوم الخيمة المغربية الواسعة التي تجمع تحت سقفها كل المغاربة مهما اختلف انتماؤهم ، والمبنية على ركائز ثقافة التنظيم السياسي المنبثق من صلب المجتمع المغربي .
ويعتمد مصطلحها على خيار ليبرالي مجتمعي جديد يعتمد العدالة الاجتماعية على أساس التوفيق بين حقوق الفرد والجماعة، مع وجود فرص متساوية للأفراد لنيل الحرية والنجاح، و هو مشروع مجتمعي يصون الهوية الوطنية المغربية بجميع روافدها ومكوناتها وفق منهجية تواصلية مبنية ثلاثة مرتكزات أساسية .
2- ثلاثة مرتكزات تحكم بديلنا الحركي .
أ- المرتكز الأول : كيف نجعل من حزبنا اليوم نموذجا ناجحا لحزب المواطن و المؤسسات ، وصوت مختلف جميع شرائح المجتمع المغربي في البوادي والحواضر ؟
ب- المرتكز الثاني : كيف نرفع من قدرة حزبنا على مواكبة المتغيرات التي يعرفها النسيج المجتمعي داخليا و الانخراط الناجح في الرؤية التنموية والاستراتيجية التي أسس لها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده ، والرفع كذلك من القدرة على مواكبة المتغيرات التي يشهدها محيطنا الإقليمي والدولي الموسوم بالتقلب والغموض والتوجس ؟
ج- المرتكز الثالث : كيف يمكن لحزبنا تطوير ليبرالية اجتماعية مواطنة، وفق خصوصية المجتمع المغربي ومتطلباته من اجل تحقيق العدالة المجالية والاجتماعية ؟
3- الحركة الشعبية وسؤال الهوية من نحن؟
هويتنا لليبرالية اجتماعية تسعى للدفاع عن الحقوق المجالية لل مواطن المغربي بالقرية و المدينة ، بالسهل و الجبل ، أدبياتنا حفظ كيان الأمة المغربية و صون خصوصياتها .. و مبادئنا الدفاع عن المواطن المغربي و حفظ حقوقه في العيش الكريم و المساواة أمام القانون و المؤسسات ، كان غنيا أو فقيرا ، فلاح أو موظف ، عاطل أو عامل ، طفل شاب ، طالب طالبة ، شيخ عجوز كهل ، الكل سواء أمام مؤسسات الدولة في الحقوق و الواجبات ..
4- أين نقف ؟
اليوم في المعارضة و سنبقى أوفياء لخيارات الشعب المغربي الذي اختار لنا هذا الموقع في استحقاقات 8 شتنبر 2021 ، و لن نلهت وراء أي تعديل حكومي ، و لن نطلب أي كرسي أو حقيبة ، بل غايتنا المزيد من العمل و الصمود في ركع المعارضة ، و مواصلة الدفاع عن مطالب الشعب و خياراته السياسية و الاجتماعية .
5- ماذا نريد؟
نريد رئاسة الحكومة في مغرب التداول و التناوب على السلط ، و هذا مطلب مشروع ، و من حقنا السعي وراءه ، و العمل من أجله .
نريد مغرب العدالة الاجتماعية و المجالية لكل المغاربة .. فكما حاربنا فكرة الحزب الوحيد منذ التأسيس و رسخنا فكرة التعددية السياسية و الثقافية بالمغرب ، حتى فرحنا بأحزاب شتى تلج البرلمان المغربي ، و سعدنا بدسترة اللغة الأمازيغية .. و دافعنا عن حقوق العالم القروي و الجبلي و عن حقوق الفلاحين الصغار و المرأة القروية .. حان الوقت لندافع عن الحقوق المجالية للمواطن المغربي ..
6- كيف نسير إلى الهدف المنشود ؟
سؤال يبقى مناقشته مع السيد الأمين العام و كان الجواب النضال تم النضال بلغة زمان و بلغة اليوم الجدية و الانضباط كما قال صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله ،( و بلغة الفلاح المغربي الحرث بالنية و الزريعة بالنية و كل حاجة مقضية) .. و سبق أن قدمت هذا الجواب لعدد كبير من قيادي و مناضلي حزبنا .. فوجدت صدى كبير في قبوله دون العمل به .
إن النضال و الجدية و الانضباط و الحرث بصدق و إخلاص و نية في بناء التنظيم السياسي لحزبنا على امتداد ربوع الوطن هو الطريق التي يجب علينا سلكه لتحقيق الهدف المنشود الذي نريده جميعا (رياسة الحكومة للأخ الزعيم محمد أوزين في أفق 2031/2036 بمشيئة الله وإذنه ). ولنجاح هذا الطريق واجبات على كل مناضلي الحزب .
– أولاها المساهمة المالية بتأدية واجبات الانخراط .
– ثانيها :المساهمة في انجاح اللقاءات و التجمعات بالحضور و المشاركة و التسويق لها .
– ثالثها: خلق درع إعلامي قوي و واسع النطاق .
– رابعها : الإلتفاف وراء الزعيم محمد أوزين ظالما أو مظلوما ، و هو يقرر و يؤسس لحزب المؤسسات ، نوافقه على ما وقعه وقرره في الحر والقر والمنشط و المكره ، و الذود عنه و عن أحقيته في القيادة و الريادة و الرياسة للحكومة في أفق 2031/2036 ، بكل حزم وعزم و ثقة ، كما تلتف باقي التنظيمات وراء زعماءها مدافعة عنها .
هذه مساهمة ضئيلة حصيرة من مناضل حركي ، أبسطها للنقاش و التفاعل مع جميع إخواني الحركيين ، و أخواتي الحركيات .
و الله من وراء القصد و هو يهدي سواء السبيل . بقلم الدكتور عيدودي عبدالنبي
عضو المجلس الوطني