زنقة36/غزة
وجه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، مساء اليوم السبت، خطابا ساميا إلى شعبه الوفي بمناسبة الذكرى التاسعة والستين لثورة الملك والشعب.
اكد من خلاله على عمق الروابط بين العرش والشعب وعلى ما حققه المغرب في السنوات الاخيرة ،من إنجازات كبيرة، على الصعيدين الإقليمي والدولي، لصالح الموقف العادل والشرعي للمملكة، بخصوص مغربية الصحراء.
واشاد بدعم وتقدير العديد من الدول الوازنة التي عبرت عن دعمها، وتقديرها الإيجابي لمبادرة الحكم الذاتي، في احترام لسيادة المغرب الكاملة على أراضيه، كإطار وحيد لحل هذا النزاع الإقليمي المفتعل.
كما ثمن الموقف الواضح والمسؤول لإسبانيا، التي تعرف جيدا أصل هذا النزاع وحقيقته.
مشيرا جلالته الى أن الموقف الايجابي الاسباني قد أسس لمرحلة جديدة من الشراكة المغربية الإسبانية،التي لا تتأثر بالظروف الإقليمية، ولا بالتطورات السياسية الداخلية.
وبموازاة مع هذا الدعم، يقول جلالة الملك “قامت حوالي ثلاثين دولة، بفتح قنصليات في الأقاليم الجنوبية، تجسيدا لدعمها الصريح، للوحدة الترابية للمملكة، ولمغربية الصحراء”.
كما جدد العاهل المغربي بالمناسبة عبارات التقدير، لملوك وأمراء ورؤساء الدول العربية الشقيقة، وخاصة التي فتحت قنصليات بالعيون والداخلة. وعبر جلالته أيضا عن اعتزاز المغرب بمواقف الأشقاء الأفارقة ، “حيث قامت حوالي 40 في المئة من الدول الإفريقية، تنتمي لخمس مجموعات جهوية، بفتح قنصليات في العيون والداخلة”
وأمام هذه التطورات الإيجابية، التي تهم دولا من مختلف القارات، وجه جلالة الملك رسالة واضحة للجميع مفادها : “إن ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم، وهو المعيار الواضح والبسيط، الذي يقيس به صدق الصداقات، ونجاعة الشراكات.
وأكد جلالته أن المغرب، ينتظر من بعض الدول، من شركاء المغرب التقليديين والجدد، التي تتبنى مواقف غير واضحة، بخصوص مغربية الصحراء، أن توضح مواقفها، وتراجع مضمونها بشكل لا يقبل التأويل.”
وأضاف جلالته”يبقى حجر الزاوية في الدفاع عن مغربية الصحراء. هو وحدة الجبهة الداخلية والتعبئة الشاملة لكل المغاربة، أينما كانوا، للتصدي لمناورات الأعداء.”
كما نوه جلالة الملك في خطاب العرش بأفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، الذين يبذلون كل الجهود للدفاع عن الوحدة الترابية، من مختلف المنابر والمواقع، التي يتواجدون بها.مذكرا بخصوصية الجاليةالمغربية والتي تقدر بحوالي خمسة ملايين، إضافة إلى مئات الآلاف من مغاربة العالم اليهود المغاربة بالخارج، في كل أنحاء العالم.نظرا لارتباطهم القوي بالوطن، وتعلقهم بمقدساته، وحرصهم على خدمة مصالحه العليا، رغم المشاكل والصعوبات التي تواجههم. مؤكدا ان هذا الارتباط لايقتصر فقط على الجيل الأول من المهاجرين؛ وإنما يتوارثه جيل عن جيل، ليصل إلى الجيلين الثالث والرابع.
وبالمناسبة دعا جلالة الملك إلى ماذا توفي الظروف لتوطيد هذا الارتباط بالوطن سواء على المستوى التشريعي، او على مستوى السياسات العمومية،التي يجب عليها ان تأخذ بعين الاعتبار خصوصياتهم بما في ذلك المساطر الإدارية حتى تتناسب مع ظروفهم دون تجاهل التأطير الديني والتربوي اللازم لهم وكذا تخصيص المواكبة اللازمةلهم والظروف المناسبة، لنجاح مشاريعهم الاستثمارية
واضاف جلالته “صحيح أن الدولة تقوم بمجهودات كبيرة، لضمان حسن استقبال مغاربة العالم. ولكن ذلك لا يكفي. لأن العديد منهم، مع الأسف، ما زالوا يواجهون العديد من العراقيل والصعوبات، لقضاء أغراضهم الإدارية، أو إطلاق مشاريعهم. وهو ما يتعين معالجته.” واكد جلالته أن “المغرب يحتاج اليوم، لكل أبنائه، ولكل الكفاءات والخبرات المقيمة بالخارج، سواء بالعمل والاستقرار بالمغرب، أو عبر مختلف أنواع الشراكة، والمساهمة انطلاقا من بلدان الإقامة.
فالجالية المغربية بالخارج، معروفة بتوفرها على كفاءات عالمية، في مختلف المجالات، العلمية والاقتصادية والسياسية، والثقافية والرياضية وغيرها. وهذا مبعث فخر للمغرب والمغاربة جميعا.”
وقد حان الوقت يقول جلالة الملك “لتمكينها، من المواكبة الضرورية، والظروف والإمكانات، لتعطي أفضل ما لديها، لصالح البلاد وتنميتها.
لذا، شدد العاهل المغربي على ضرورة إقامة علاقة هيكلية دائمة، مع الكفاءات المغربية بالخارج، بما في ذلك المغاربة اليهود.
كما دعا لإحداث آلية خاصة، مهمتها مواكبة الكفاءات والمواهب المغربية بالخارج، ودعم مبادراتها ومشاريعها.
وهو ما سيمكن من التعرف عليها، والتواصل معها باستمرار، وتعريفها بمؤهلات وطنها، بما في ذلك دينامية التنمية والاستثمار”.
وجدد العاهل المغربي الدعوة للشباب وحاملي المشاريع المغاربة المقيمين بالخارج، للاستفادة من فرص الاستثمار الكثيرة بأرض الوطن، ومن التحفيزات والضمانات التي يمنحها ميثاق الاستثمار الجديد.
واكد جلالته أن المؤسسات العمومية، وقطاع المال والأعمال الوطني” مطالبون بالانفتاح على المستثمرين من أبناء الجالية؛ وذلك باعتماد آليات فعالة من الاحتضان والمواكبة والشراكة، بما يعود بالنفع على الجميع.”
وبالنظر للتطلعات المتجددة لمغاربة العالم، أكد جلالة الملك انه ” حان الوقت لتحديث وتأهيل الإطار المؤسسي، الخاص بهذه الفئة العزيزة من المواطنين.
كما دعا جلالته إلى إعادة النظر في نموذج الحكامة، الخاص بالمؤسسات الموجودة، قصد الرفع من نجاعتها وتكاملها”.
وفي ختام خطابه للأمة أكد العاهل المغربي على إن روح ثورة 20 غشت الخالدة، بما تحمله من معاني التضحية والتضامن والوفاء، في سبيل الوطن، ستبقى تنير طريقنا، وتلهم الأجيال المتعاقبة، في ظل الوحدة الوطنية والترابية، والأمن والاستقرار.
وفي ذلك خير وفاء لرواد المقاومة والتحرير، وفي مقدمتهم جدنا المقدس، جلالة الملك محمد الخامس، ورفيقه في الكفاح، ووارث سره المرحوم جلالة الملك الحسن الثاني، أكرم الله مثواهما، وكل شهداء الوطن الابرار