غزة مجيد
لا شك أن الزائر لمدينة خريبكة، أو رواد المركب التجاري سيلاحظون الوضعية الكارثية التي آلت إليها المنطقة المحاذية لهذا السوق وللسوق النموذجي الذي صرفت عليه الملايين لاحتواء الباعة المتجولين ، هذه المنطقة أصبحت سوقا عشوائيا بامتياز لبيع الملابس القديمة ، تعج بالعديد من الباعة الذين تناسلوا كالفِطر إمام مرأى ومسمع مسؤول الملحقة الإدارية الرابعة في غياب شبه تام لسلطة الوصاية ،
حتى أصبح الأمر واقعا وباديا للعيان ، ما ينذر بكارثة حقيقية إذا ما شب حريق في هذه الأسواق لا قدر الله ، ولا يقتصر الأمر على الملابس القديمة ، بل تعداه ليصل السوق النموذجي الذي لم يعد يحمل من النموذجي غير الاسم بسبب كثرة الباعة المتجولين الدين أثثوا المكان أو بسبب “الفراشة” الذين تناسلوا بدورهم دون حسيب أو رقيب ، محتلين الشارع العام ومختلف الأرصفة في تحد سافر للسلطات المحلية التي يبدو أن بعض مسؤوليتها قد غُلبوا على أمرهم وطبقوا مقولة ” وكم حاجة قضيناها بتركها” تاركين الباعة المتجولين والفراشة يصولون ويجولون ويطبقون قانونهم الخاص في استعمال الطريق ، الذي أصبح مكتظا ومزدحما بالمتسوقين ،
والذين يجدون أنفسهم مجبرين على استعمال نصف الطريق ، مع ما يصاحب ذلك من ازدحام ومضايقات سواء للمتسوقين وخصوصا النساء أو للسكان المجاورين الذين ضاقوا درعا بهذه الوضعية الكارثية التي لا تسر حبيبا أو صديقا ، دون الحديث عن محترفي السرقة بالنشل واستغلالهم للتزاحم المفروض ، كل هذا في غياب رؤية واضحة أو استراتجية من قبل رئيس المجلس الجماعي ترمي إلى إيجاد حلول ناجعة لهذه الأسواق التي تتناسل بشكل عشوائي ، من قبيل تخصيص فضاءات محددة لمزاولة هذه الأنشطة التجارية وتزويدها بمختلف الخدمات والمرافق الصحية بما في ذلك وسائل الأمان وشروطه بشكل يحفظ كرامة الباعة وفي نفس الوقت يحترم حقوق المواطنين في التبضع والمرور السلس ودون مضايقات أو تزاحم .
وفي ظل هذه العشوائية التي تعبر عن قصور في التسيير الجماعي لمرفق حيوي اقتصادي هام ، وأمام هذا الصمت المريب للسيد رئيس المجلس الجماعي بخريبكة وعدم تبنيه لرؤية واستراتيجية واضحة المعالم لتنظيم هذه الأسواق العشوائية التي تعتبر بمثابة قنابل موقوتة، ناهيك عن تشويهها للمنظر العام للمدينة ، وأمام هذه السلبية الواضحة التي استاء منها ساكنة خريبكة فلا يسع الخريبكيين إلا الحوقلة وانتظار تدخل السيد العامل الإقليم بعصاه السحرية كما جرت العادة ، كي يصلح ما أفسده رئيس المجلس الجماعي ، الذي يبدو انه استحلى برودة مكتبه المكيف واستطاب تدخلات السيد العامل في كل مرة من أجل إيجاد حلول لمشاكل الساكنة ، ما جعل المتتبعين للشأن المحلي بالمدينة يتساءلون وبإلحاح عن الدور الحقيقي للسيد رئيس المجلس الجماعي الذي انتخبته الساكنة ذات يوم مشؤوم .