أوزين يزلزل البرلمان ويفضح وزارة الصحة: غضب الشارع يتجسد بصوت قوي لا يُكسر

2 أكتوبر 2025
أوزين يزلزل البرلمان ويفضح وزارة الصحة: غضب الشارع يتجسد بصوت قوي لا يُكسر

بقلم: غزة مجيد

في قلب البرلمان المغربي، حيث غالباً ما تتردد الخطابات البرتقالية والوعود المكررة بلا أفعال، ظهر محمد أوزين، الأمين العام للحركة الشعبية، كصوت قوي يتحدى منظومة متعبة، يطلق رصاصات نقده متسلحاً بلغة الشارع وصوت شباب«جيلz». ليس مجرد معارض عادي، بل قائد يحفر خنادق السخط الشعبي في قلب المؤسسة، وكاشفاً عن عيوب أعمق من مجرد أرقام الوزارة اللامعة.

أوزين لم يكتفِ بردّة فعل حزبية، بل رفع سقف المواجهة السياسية إلى مستوى الغضب الاجتماعي، مستعيناً بشعارات الراب التي تتردد في أزقة المدن بلادي لا دراميد، لا سبيطار لا طبيب، ليحول القبة إلى مرآة لصوت المدينة والشارع المضطهد. هجومه كان موجعاً، لأنه لم يترك ثغرة إلا طرقها: من تفاهة توزيع الميزانية التي لا تظهر آثارها، إلى سؤال بليغ عن قسوة النظافة التي “تحتاج وقتاً” وكأنها مستحيلة التحقيق.

قوة أوزين تكمن في استدعائه لقضايا الناس اليومية بصراحة لم تُعرف في كثير من خطب المعارضة من قبل. هو لا يطرح مجرد انتقادات شكلية، بل يضع الإصبع على الجرح المفتوح، على هروب الأطباء، على غياب الإرادة السياسية منذ سنوات، ويحول خطاب البرلمان إلى ساحة ثورية حقيقية تعيد الرقم إلى مكانه الحقيقي: حياة المواطن.

الوزير أمين التهراوي حاول مقاومة الزلزال الأمني، معتمداً على أرقام قياسية صمّاء لا تحرك الشارع. لكن في وجه هذا الصمت الرسمي، كان صراخ أوزين زلزالاً يهز أركان السلطة، يجبرها على مواجهة حقيقة لم تعد ممكنة تجاهلها.

هذه اللحظة النادرة تُثبت أن قوة المعارضة لا تكمن فقط في عدد المقاعد أو الشعارات، بل في القدرة على استيعاب نبض الشعب وترجمته بخطاب قوي يواجه عفوية الأزمة وجذرها. أوزين هنا لم يكن فقط ممثلاً حزبياً، بل رمزاً للغضب والتحدي الاجتماعي الحيّ الذي يحتاج إلى خطاب أكثر صدقاً وأقل لغة بروتوكولية.

أوزين فعل ما لم تستطع الحكومة فعله: إعادة الشعب إلى الواجهة، وتجسيد معاناة المريض البسيط على طاولات السلطة، مُعلناً أن زمن تغطية العيوب انتهى، وأن الشعب صار يطالب بالكلمات تتحول إلى أفعال.

في مواجهة هذا الزلزال، تبقى الأسئلة الكبرى معلقة: هل لدى الحكومة جرأة الإصغاء حقاً؟ وهل البرلمان قادر فعلاً على أن يكون منبر محاسبة لا مجرد مسرح للعب الكلام والفشل؟

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.


Breaking News

We use cookies to personalize content and ads , to provide social media features and to analyze our traffic...Learn More

Accept