بقلم غزة مجيد
اليوم الرابع على التوالي والجزارون في خريبكة دايرين الاعتصام الصامت ديالهم، والمدينة كلها محطوطة فوق كف عفريت بقرار إغلاق المجزرة الجماعية. القضية ماشي غير إجراء إداري بسيط، ولكن عنوان كبير على فشل مدينة عايشة على وعود كاذبة وتدبير مهترئ.
المجزرة تسدّات هكّاك… بدون إشعار، بدون بديل، وبدون حتى جرأة باش يتحمّلو المسؤولية. واللي ضاع وسط الحسابات هو الجزار البسيط اللي لقا رزق ولادو مربوط بباب مقفل. أربعة أيام، والمهنيين كيدورو بحال لا في الحُومة المقطوعة عليها الضو: الغضب كيتراكم، والوعود كتتكسر وحدة بوحدة، والسياسة المحلية كتشعل الضوء الأحمر قدّام الجميع.
هادي ثماني سنين والمجزرة عايشة بترقيعات كي الطوموبيل القديمة، ولا كيقول ديما هاد العام نصلحو.
فلوس بالملايين ترصدات للمشروع الجديد، ولكن الأوراش واقفة ما تعدّات حتى لـ40%، والناس كيتسناو المجزرة العصرية بقات مجرد حكاية تتعاود فالتصريحات ، بحال شي فيلم ما كيساليش.
والسؤال اللي كيحرك دم الناس:
– فين كان المجلس الجماعي واللجان كل هاد السنين؟
– شكون كيستافد من دفع الجزارين لمجازر خاصة بفلوس غالية وشروط مشبوهة؟
– واش الإغلاق قانوني وصافي، ولا مجرد لعبة جديدة باش يربّحو الوقت ويزيدو المدينة فدوامة الانتظار؟
الجماعة كتوعد بإصلاحات فـ عشرة أيام، ولكن سكان خريبكة عارفين الدرس: كل عشرة أيام كتولّي عشرة شهور، ومن بعد كتسالي بجواب بارد كيقول قريبا. وفي هاد الوقت، عشرات الأسر تحرمو من مدخولهم، والمدينة داخلة فموجة عطالة وغضب الله أعلم فين غتوصّل.
وبينما المجلس غارق فالمرافعات العقيمة، والمشاريع متجمدة، خريبكة كتخسر مزيد من الكرامة والعيش الكريم. الجزارون ما بقاوش باغيين يسمعو غادي نديرو، ورفضو الذبح في مجازر بديلة، وتلقاو التفاف وتعاطف من الساكنة بحال شي انتفاضة صامتة.
الحقيقة واضحة: المدينة خاصها قرارات شجاعة، ماشي ترقيع. خاص فتح تحقيق فالمجزرة الجديدة اللي بقات غارقة فالأشغال وما بان ليها أثر، خاص إعادة تأهيل القديمة مؤقتا بلغة الأفعال ماشي الأقوال، خاص إشراك المهنيين فالقرارات بدل البلاغات الخشبية.
اليوم، العيون كاملة موجهة للسيد العامل المدغري العلوي. إما ياخد قرار تاريخي ويوقف هذا النزيف، وإما يستمر العرض الباهت اللي كيتفرجو فيه الساكنة بملل. خريبكة ما تستاهلش هذا العبث. مدينة الفوسفاط خاصها كرامة لا تتآكل، ومرافق لا تتهدّم كل مرة.
بلا ما نعاودو بزاف: مجزرة خريبكة ماشي غير مرفق مسدود، راه مرآة مدينة عايشة بين الفساد، التسويف، والمصالح الخاصة. واللي ما قدرش يفتحو مرفق عمومي بسيط، كيف غادي يفتح نقاش جدي على تنمية حقيقية؟