حين تصبح الخشبة ضيقة على ابن الدار.. حسن سلطان مثالاً

6 أغسطس 2025
حين تصبح الخشبة ضيقة على ابن الدار.. حسن سلطان مثالاً

زنقة36

في خريبكة، حيث الثقافة تُدار بالهاتف، والفن يُقاس بالولاء، تفتقت عبقرية بعض المسؤولين عن إقصاء الفنان الشعبي حسن سلطان من مهرجان محلي… بعد أن تم الترويج له، ونُشرت صورته، وكُتب اسمه بخط واضح لا يخطئه البصر.

لكن يبدو أن في المدينة من يرى أن الميكروفون لا يُعطى إلا لمن يُتقن أداء النشيد الحزبي أكثر من أداء العيطة، وأن من لا يُقبل رأس الزعيم السياسي عند كل ظهور، فمكانه خارج الخشبة، ولو كان ابن الدار.

الفنان حسن سلطان، الذي يعرفه الصغير قبل الكبير، لم يُقصَ لأن صوته نشاز، ولا لأن فرقته تأخرت عن الموعد، بل لأنه ربما لم “يؤدِّ الواجب” في أحد المكاتب، أو لم يزر أحدهم في عرس سياسي أقيم خلف الستار.

هكذا تُصنع القرارات في بعض المهرجانات…
المعيار ليس الشعبية، بل الرضا السياسي.
والخشبة ليست للجميع، بل فقط لمن يُتقنون لعبة الانحناء.

تخيلوا مدينة تعدّ نفسها عاصمة للفوسفاط، وتعجز عن أن تحترم فناناً من ترابها، لم يُطالب بمال، ولا فضل، بل فقط بمنبر صغير يُغني فيه، ويُفرح جمهوره.

لكن يبدو أن المهرجان هذه السنة، ليس مهرجاناً للفن، بل عرض عضلات سياسية، يحذف من يشاء، ويُضيف من يشاء، وفقاً لدرجة القرب من دائرة الضوء.
ويبقى السؤال:
هل تحتاج العيطة في خريبكة إلى بطاقة انخراط سياسي؟
أم أن الغناء أصبح بدوره قراراً سيادياً يُصادق عليه داخل لجان ظلّ؟

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.


Breaking News

We use cookies to personalize content and ads , to provide social media features and to analyze our traffic...Learn More

Accept