جمعية مغرب المستقبل تُعلن عن إنجاز ثوري في بني ملال خنيفرة: معهد السمعي البصري والسينما بخريبكة… حلم بدأ يتحقق

9 أكتوبر 2025
جمعية مغرب المستقبل تُعلن عن إنجاز ثوري في بني ملال خنيفرة: معهد السمعي البصري والسينما بخريبكة… حلم بدأ يتحقق

بقلم: غزة مجيد

في مشهد يكاد يُزيح الغبار عن آمال طالما تأججت في أروقة جهة بني ملال خنيفرة، حسم مجلس الجهة في دورة أكتوبر 2025، قرارًا هامًا صادق فيه على عريضة جمعية مغرب المستقبل المتعلقة بإحداث المعهد الجهوي للسمعي البصري والمهن السينمائية بمدينة خريبكة. قرار نقل المنطقة من مرحلة الانتظار إلى الاستحقاق.

المعهد، الذي ظل موضوع نقاش طيلة أشهر، أخذ شكله الرسمي عبر عريضة قدمتها الجمعية بتاريخ 27 غشت الماضي، وسارعت بتعميمها على وزير الداخلية، والي الجهة، وعامل إقليم خريبكة. أصبح الآن بين يدي المؤسسات المعنية التي عليها أن تضع يدها على الجرح وتبدأ في تنزيل المشروع على أرض الواقع.

هذا المعهد ليس مجرد حلم ثقافي أثير في أروقة المسؤولين، بل هو مشروع تنموي يستند على الدستور المغربي وفصوله الحاسمة 26 و33، وعلى القانون التنظيمي رقم 111.14، وعلى برنامج التنمية الجهوية والتصميم الترابي للجهة 2021-2045. مشروع يرتبط بتاريخ الجهة وحاضرها ومستقبلها، ويرسم طريقًا جديدًا لشبابها الطامح.

يفتح المعهد أبوابه ليس لبناء جدران تعليمية فقط، بل ليبني جسورًا بين الثقافة والاقتصاد، بين ما هو إبداعي وما هو وظيفي. حيث يسعى لتكوين أكثر من 100 شاب وشابة سنويًا في تخصصات الإعلام والسينما، ويوفر فرص عمل مباشرة لـ 25 شابًا وشابة، مقابل 120 فرصة غير مباشرة. أرقام تحمل دلالة واحدة: هذا مشروع حياة وتشغيل تنبعث فيه روح الجهة الجديدة.

بالمساحة التي تبلغ 1500 متر مربع، سيتم تجهيز المعهد بمرافق تدريس متطورة وقاعات عرض ومساحات تقنية ولوجستية، تجعل من خريبكة برميل ثقافي يغلي بالأفكار والابتكار، ويرفع من كفاءة القطاع السمعي البصري في المغرب.

لكن، وكما في كل قصة نجاح، يبقى التنفيذ عائقًا وحيدًا قائمًا. على وزارة الشباب والثقافة والتواصل، على مجلس جهة بني ملال خنيفرة، على عمالة خريبكة، وعلى المجمع الشريف للفوسفاط، وعلى جماعة خريبكة أن يتحملوا مسؤوليتهم تاريخيًا، لا فقط بتبني المشروع، بل بإنجاز ما وعدوا به. فالشباب يترقب، ويستنفر عند كل وعد يتأخر.

جمعية مغرب المستقبل لم تكن خارجة عن المعادلة، بل كانت المحفّز والمنظم والداعم. شكرت كل من ساهم في إنجاح القضية، أعضاءها، لجنة الترافع، كل القطاعات التي استجابت، والمجلس الجهوي نفسه الذي كان بصيص أمل.

الرسائل اليوم واضحة: لا مستقبل لمن يبقى حبيس المكاتب، ولا ازدهار لمن لا يقوّم طموحات أجياله. معهد السمعي البصري والسينما بخريبكة، ليس مشروعًا عاديًا، بل محطة كبرى تستحق النضال، ويستحق الشباب فيها أن يروا ثمرة جهودهم وأحلامهم تصبح واقعًا.

في زمن الجفوة بين السياسي والمجتمع، ولدت فكرة هذا المعهد كصرخة من داخل الجهة تؤكد: الثقافة ليست ترفًا، بل عنقًا للتنمية. والأمل أن تكون خريبكة مناراتها القادمة في سماء المغرب الثقافية والاقتصادية.

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.


Breaking News

We use cookies to personalize content and ads , to provide social media features and to analyze our traffic...Learn More

Accept