زنقة36_غزة مجيد
قال الله تعالى في محكم تنزيله:
كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ، وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ، وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ
صدق الله العظيم.
بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، يعتصرها الأسى، تلقّينا في هيئة القضاء ومعنا كافة مكونات أسرة العدالة بإقليم خريبكة، نبأ وفاة المشمول برحمة الله، والد الأستاذ الفاضل المعطي إسفي، القاضي بالمحكمة الابتدائية بخريبكة، والذي وافته المنية صباح هذا اليوم.
إن هذا المصاب الجلل لا يُعد فقدانًا لعزيز على أسرته فقط، بل هو أيضًا فقد لرجلٍ من رجال المغرب الطيبين، الذين ربّوا وأنشأوا أبناءهم على مكارم الأخلاق، وغرسوا فيهم قيم النزاهة والعدالة وخدمة الوطن، وهو ما تجلى في مسيرة الأستاذ المعطي إسفي، الذي يشهد له الجميع بدماثة الخلق، ورجاحة العقل، واستقامة السلوك، وتفانيه في أداء مهامه القضائية بكل تجرد ومسؤولية.
وإذ نشاطر الأستاذ إسفي وعائلته الكريمة أحزانهم في هذا الظرف العصيب، فإننا نرفع أكف الضراعة إلى المولى عز وجل، سائلين أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة، وأن يثبّته عند السؤال، ويغسله بالماء والثلج والبرد، وينقه من الذنوب والخطايا كما يُنقّى الثوب الأبيض من الدنس، وأن يجازيه بالحسنات إحسانًا، وبالسيئات عفوًا وغفرانًا.
كما نسأله تعالى أن يُلهم ذوي الفقيد الصبر الجميل، وأن يربط على قلوبهم، وأن يُخلف عليهم خيرًا في هذا المصاب الأليم.
وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.
اللهم ارحمه واغفر له، واجعل مثواه الجنة، وارزق أهله الصبر والثبات، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.