فاسيس حطان… من قلعة انتخابية للتراكتور إلى ساحة مواجهة بين الاستقلال والحركة الديمقراطية الاجتماعية

11 يونيو 2025
فاسيس حطان… من قلعة انتخابية للتراكتور إلى ساحة مواجهة بين الاستقلال والحركة الديمقراطية الاجتماعية

زنقة36 | غزة مجيد

تعيش جماعة فاسيس حطان، التي كانت حتى عهد قريب تُقدّم كواحدة من أقوى قلاع حزب الأصالة والمعاصرة، لحظة ارتباك غير مسبوقة، بعدما تحوّلت من منطقة محسومة انتخابيًا لصالح الاصالة والمعاصرة إلى ساحة مفتوحة بلا مرشح ولا تمثيل حزبي واضح.

الانتخابات الجزئية المزمع إجراؤها يوم الخميس 12 يونيو 2025 لاختيار عضو جديد في الهيئة الناخبة لممثلي الغرف الفلاحية، كشفت عن خللٍ عميق داخل البنية التنظيمية لحزب الأصالة والمعاصرة محليًا، بعد أن انسحب الزرفاوي سعيد، أحد أبرز أوجهه، من سباق التزكية، ليترشح بشكل مفاجئ باسم حزب الاستقلال.

هذا الانتقال من البام إلى الميزان، في وقت حرج، لا يمكن أن يُفهم خارج إطار أزمة ثقة داخلية، وارتباك في تدبير الترشيحات، وغياب قنوات التأطير والتواصل بين القيادة والقواعد. إذ لم يصدر أي توضيح أو بلاغ رسمي يشرح حيثيات الانسحاب، ولم يُقدَّم أي مرشح بديل، وهو ما زاد من حيرة المتتبعين محليًا وجهويًا.

وإن كانت فاسيس حطان قد صُنِّفت لسنوات على أنها معقل انتخابي شبه محصّن لصالح البام، فإن ما وقع هذا الأسبوع يؤكد أن القلاع السياسية لا تسقط بضجيج، بل بصمت مؤلم، او حين يُدار التزكيات بأسلوب يتجاهل وزن الميدان.

الخطير في الأمر ليس فقط غياب مرشح عن الحزب، بل غياب الخطاب، والموقف، والتحليل، وكأن الحزب قرّر الانسحاب بصيغة لا موقف، تاركًا خصومه يتحركون بأريحية في منطقةٍ طالما كانت محسوبة عليه، ودون حتى عناء المواجهة.

في المقابل، يدخل حزب الاستقلال غمار الانتخابات بمرشّح يعرف الميدان ويعرفه الناس، ويملك تجربة في تدبير العلاقات المحلية. ويبدو أن حزب الميزان، مدفوعًا بتحوّل الزرفاوي إلى صفوفه، يدرك جيدًا أهمية الرهان الرمزي على الفوز بهذه الدائرة.

أما البام، فيبدو أنه يواصل دفع ثمن التراخي التنظيمي، والانقطاع عن قواعده، وارتباك قراراته. ما وقع في فاسيس حطان يجب ألّا يُقرأ كواقعة معزولة، بل كإنذار صريح بضرورة مراجعة العلاقة بين المركز والقاعدة، بين التنظيم والتزكية، وبين الطموح السياسي والواقعية الميدانية.

فاسيس حطان اليوم لم تعد كما كانت، وهي مرآة لواقع أوسع: حين لا يُدبّر الحزب قوّته الرمزية بعناية، يصبح عرضة للتآكل من الداخل. والخطر الحقيقي ليس في الخسارة، بل في التخلي.

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.


Breaking News

We use cookies to personalize content and ads , to provide social media features and to analyze our traffic...Learn More

Accept