زنقة_36
في خطوة تروم النهوض بقطاع تربية الماشية وتعزيز الأمن الغذائي الوطني، عقد احمد البواري، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، صباح الثلاثاء 09 يونيو 2025، اجتماعًا موسعًا مع عدد من مربي الماشية بإقليمي سطات وخريبكة، خصص لسلالتي الصردي والصفراء.
اللقاء، الذي جرى بحضور وجوه وازنة من المهنيين على رأسهم الحاج مصطفى خليل الملقب بـ ملك الصردي بدائرة بني مسكين، والدكتور رشيد السعيد، رئيس التعاونية المهنية لتربية السلالة الصفراء صنف أبي الجعد، وكذا نور الدين شليح، رئيس جمعية المعرض الوطني لتربية السلالات الأصيلة، عرف نقاشاً مثمراً حول التحديات الراهنة التي تواجه هذا القطاع الحيوي، وسط إشادة بالصمود الاستثنائي للمربين في ظل الظروف المناخية الصعبة.
الوزير كشف، خلال الاجتماع، عن تفاصيل خطة وطنية طموحة تهدف إلى إعادة بناء القطيع الوطني المتضرر من سنوات الجفاف، ورصد غلاف مالي يتجاوز 600 مليار سنتيم لضمان استقرار المنظومة الفلاحية وتعزيز السيادة الغذائية.
وفي هذا الإطار، تم الإعلان عن دعم مالي مباشر غير مسبوق، يناهز 70 مليار سنتيم، لفائدة 50 ألف مربي ماشية في مختلف جهات المملكة. ويشمل هذا الدعم إعفاءات جزئية وكاملة من الديون، إذ تم الاتفاق على إسقاط 50% من الديون التي تقل عن 100.000 درهم، وتشمل بذلك حوالي 75% من المربين، فضلاً عن إسقاط 25% من الديون التي تتراوح بين 100.000 و200.000 درهم، وإعادة جدولة الديون الكبرى، مع إعفاء من فوائد التأخير.
من جهة أخرى، أكد الوزير التزام الوزارة بتوفير دعم مباشر للأعلاف المركبة بقيمة 400 درهم عن كل رأس أنثى مرقمة وغير مذبوحة، في أفق بلوغ هدف 8 ملايين رأس من الأغنام والماعز بحلول ماي 2026. كما تم الإعلان عن حملة بيطرية وقائية واسعة لعلاج 17 مليون رأس من الأغنام والماعز، للتصدي للأمراض الناتجة عن الجفاف، إلى جانب برامج تأطير تقني للمربين وتوسيع المراعي الطبيعية.
كما شدد الوزير على أهمية تعزيز البنيات التحتية لفك العزلة عن الفلاحين والكسابة، من خلال فتح المسالك الطرقية في عدد من الجماعات القروية المعزولة.
وخلال اللقاء، شدد البواري على أهمية السلالات الوطنية، وعلى رأسها الصردي والصفراء، باعتبارها موروثاً فلاحياً غنياً ينبغي تثمينه وتحويله إلى رافعة اقتصادية حقيقية داخل العالم القروي، خاصة بإقليمي سطات وخريبكة.
الوزير نوّه بصمود الكسابة واستمرارهم في مزاولة نشاطهم رغم التحديات، معرباً عن تقديره لمجهودات التعاونية المهنية لتربية المواشي السلالة الصفراء، وكذا جمعية المعرض الوطني لتربية السلالات الأصيلة.
كما عبّر عن تهنئته للتعاونية المهنية لتربية المواشي السلالة الصفراء، وكذا جمعية المعرض الوطني لتربية السلالات الأصيلة، على انخراطهم الفعّال في مؤسسات مهنية تُنظّم عمل الكسابة ومجهوداتهم بإقليم خريبكة.
في ختام اللقاء، عبّر مربّو الماشية عن ارتياحهم لتفاعل الوزارة مع مطالبهم، معبّرين عن أملهم في التفعيل السريع للتدابير المعلنة، بما ينعكس إيجابًا على مردودية القطاع ويساهم في تحسين ظروف عيش الكسابة وتحقيق التنمية القروية المنشودة.