زنقة36-غزة مجيد
في لحظة مفصلية تعكس إشعاع القضاء المغربي على الساحة الإفريقية، شهدت مدينة الدار البيضاء في الفترة من 21 إلى 24 أبريل 2025، أشغال مؤتمر المجموعة الإفريقية التابعة للاتحاد الدولي للقضاة، المنعقد تحت شعار: “من أجل قضاء إفريقي مستقل”. وقد توّج هذا الحدث بانتخاب الأستاذ محمد رضوان، رئيس الودادية الحسنية للقضاة، رئيساً للمجموعة الإفريقية، في خطوة تؤكد المكانة المتقدمة التي باتت تحظى بها الكفاءات القضائية الوطنية.
وقد عرفت أشغال المؤتمر مشاركة نوعية لقضاة ومسؤولين قضائيين يمثلون حوالي عشرين دولة إفريقية، ناقشوا خلالها سبل تعزيز استقلالية القضاء وترسيخ مبادئ العدالة، مع تبادل التجارب حول التحديات المشتركة التي تواجه الأنظمة القضائية في القارة.
ومن أبرز ملامح المشاركة المغربية، الحضور المتميز لوفد محكمة الاستئناف بخريبكة، ممثلاً في الأستاذ بلحميدي، الوكيل العام للملك، والأستاذ شقروف، الرئيس الأول للمحكمة، واللذان ساهما في أشغال المؤتمر من خلال تبادل وجهات النظر حول قضايا العدالة والتعاون القضائي الإفريقي. وقد كانت هذه المشاركة فرصة لتأكيد انخراط المحكمة في الرهانات الإصلاحية للقضاء وتعزيز الحضور المؤسساتي للمغرب على المستوى الإقليمي.
وفي كلمته خلال الجلسة الافتتاحية، أكد الأستاذ محمد رضوان أن “استقلال القاضي لا يمكن أن يكون ذا معنى دون استقلال فعلي لمؤسسة القضاء”، مضيفاً أن هذا الاستقلال ليس امتيازاً للقاضي، بل هو حق للمتقاضي وضمانة لمحاكمة عادلة. كما دعا إلى التفكير في تأسيس تكتل أطلسي إفريقي يعنى بتكريس مفاهيم العدالة وحقوق الإنسان، مستحضراً المبادرة الملكية الرامية إلى جعل الفضاء الأطلسي منصة استراتيجية للتكامل القاري والتعاون جنوب-جنوب.
وتؤكد هذه التظاهرة القضائية، سواء من خلال انتخاب الأستاذ رضوان أو من خلال المشاركة النشيطة لمحكمة الاستئناف بخريبكة، الموقع الريادي الذي يحتله المغرب في الفضاء القضائي الإفريقي، والتقدم الذي حققته منظومته العدلية في مسار استقلالية السلطة القضائية وتعزيز حكامتها.
