زنقة36_غزة مجيد
شهدت مدينة خريبكة أواخر هذا الأسبوع موجة من الرياح القوية التي صاحبها انتشار كثيف للغبار، يبدو أن غياب الأشجار والمساحات الخضراء، التي كانت سابقاً تصدّ الغبار وتقلل من تأثيره، قد جعل المدينة عرضة لهذه الظواهر البيئية المتكررة
.
في السنوات الأخيرة، تمت إزالة عدد كبير من الأشجار من شوارع خريبكة بهدف التوسع العمراني والتشييد، لكن هذا القرار أدى إلى فقدان الحواجز الطبيعية التي كانت تلعب دوراً حيوياً في تحسين جودة الهواء والحد من تأثير العواصف الترابية. وكما يقول المثل المغربي “إلى حيدو لخشب بقاو غير الصراصير”، فإن إزالة الأشجار تسببت في خلق بيئة قاسية لسكان المدينة، مما جعلهم يشعرون وكأنهم يعيشون في بيئة أشبه ببعض المناطق الأفريقية المعزولة، حيث الرياح القوية والغبار هي العنوان الأبرز.
تعكس هذه الأحداث ضعف البنية التحتية البيئية للمدينة وتبرز الحاجة الملحة لإعادة النظر في التخطيط الحضري، مثلما يُقال “العكر فوق لخنونة”، فالتركيز على البناء فقط دون الاعتناء بالبيئة يُعتبر حلاً تجميلياً لمشاكل أعمق. من الضروري إعادة الاهتمام بالتشجير وزيادة المساحات الخضراء، لأن هذه العناصر ليست مجرد زينة، بل ضرورة بيئية تساهم في حماية السكان من تأثيرات التغيرات المناخية. كما يُقال “لي حرث الجمل دكو”،*إذ إن جهود إزالة الأشجار تعكس سياسات تخريب ما كان مفيداً.
ومن هذا المنطلق، يتعين على الجهات المسؤولة والفعاليات المجتمعية تكثيف الجهود لإيجاد حلول بيئية مستدامة، مثل إطلاق حملات تشجير وإعادة تأهيل المساحات الخضراء، لضمان بيئة صحية ومستدامة لأجيال المستقبل في خريبكة. وربما يمكن القول في هذه الحالة: “فين غادي بالعود؟ قال ليه: نجيب ليه النعناع”، في إشارة إلى محاولات إصلاح الأمور بحلول غير مجدية إذا لم يتم الاهتمام بما هو أساسي. ولأن “الزبل غادي يولي قصر وماليه ناس كاع”، فالأمل أن تتحرك الجهات المختصة قبل أن تتفاقم الأوضاع البيئية وتصبح خريبكة مدينة تعاني بشكل دائم من الغبار والرياح.