زنقة36_غزة مجيد
في مؤتمر صحفي عقد بمدينة خريبكة، خرج الدكتور سعيد المسكيني، مرشح حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، في أول ظهور إعلامي له، مسلطًا الضوء على رؤيته للانتخابات المقبلة المقررة يوم 22 أكتوبر. تطرق المسكيني إلى مسيرته السياسية، دعوته للتنافس الشريف، ونقده لظاهرة شراء الأصوات، مع التأكيد على دوره في تعزيز التواصل مع المواطنين وإيصال مطالبهم إلى المؤسسات الوطنية.
استهل الدكتور سعيد المسكيني حديثه بالحديث عن أصوله من مدينة أبي الجعد وانخراطه المبكر في العمل السياسي. انطلق من عضوية مؤسسات حزبية محلية وصولًا إلى تقلده منصب مستشار جماعي لثلاث ولايات متتالية في الجماعة المحلية لمدينة أبي الجعد. أكد المسكيني على أن تجربته الطويلة في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ومرافقته لشخصيات بارزة داخل الحزب، أهلته لخوض غمار الانتخابات المقبلة.
أوضح المسكيني أنه من خلال تراكم تجاربه السياسية والمهنية، سواء على مستوى العمل الحزبي أو في مختلف المجالات الثقافية والاجتماعية، تمكن من تطوير مهارات في حل الأزمات والتواصل مع المواطنين، وهي مؤهلات يعتبرها أساسية للتقدم كمرشح في الانتخابات البرلمانية.
ركز الدكتور المسكيني في خطابه على أهمية التنافس الشريف خلال الانتخابات، معربًا عن استيائه من استغلال المال في التأثير على إرادة الناخبين. وأشار إلى أن المال الفاسد يشكل “سلاحًا للدمار الشامل” للعملية السياسية، محذرًا من العواقب التي قد تنجم عن تحويل الانتخابات إلى منافسة مالية بدلًا من منافسة أفكار وبرامج.
وأضاف أن هناك تهديدين رئيسيين يواجهان المنطقة والوطن: الأصولية الدينية والأصولية المالية، موضحًا أن كلاهما يمثل خطرًا على الديمقراطية والمؤسسات، حيث تلجأ الأصولية الدينية إلى تسخير الدين في السياسة بأساليب مغرقة في الخرافة، بينما تعتمد الأصولية المالية على شراء الدمم وإفساد العملية الانتخابية.
دعا المسكيني إلى تجديد دور البرلماني باعتباره جسرًا يربط بين المواطنين والمؤسسات، مؤكدًا على أهمية التواصل المستمر مع المواطنين والاستماع إلى مشاكلهم. واعتبر أن التواصل هو مفتاح العمل السياسي الناجح، وأن غياب التواصل بين السياسيين والمواطنين يؤدي إلى تزايد السخط الشعبي.
وجه المسكيني نداءً صريحًا إلى المواطنين للتصويت بكثافة في الانتخابات المقبلة، معتبرًا أن المشاركة الواسعة هي السبيل الوحيد لقطع الطريق على الفساد والممارسات غير النزيهة. كما أشار إلى أهمية استعادة الثقة في المؤسسات السياسية، وأن السياسيين يجب أن يكونوا قادرين على الاستماع إلى النقد والمساءلة.
كلمة الدكتور سعيد المسكيني تتسم بالطابع الإصلاحي والتمسك بالقيم السياسية النبيلة، وهو خطاب يبدو تقليديًا في سياق الحملات الانتخابية. على الرغم من تركيزه على التنافس الشريف والنقد للأصولية، إلا أن هناك غيابًا واضحًا لتفاصيل محددة حول كيفية تطبيق هذه القيم على أرض الواقع. الحديث عن “الأصولية المالية والدينية” يبدو غامضًا بعض الشيء، دون تقديم أمثلة واضحة أو حلول ملموسة لكيفية مواجهة هذه الظواهر في الممارسة السياسية اليومية.
بينما شدد المسكيني على أهمية التواصل مع المواطنين وحل مشاكلهم، إلا أنه لم يقدم خطة واضحة أو برنامجًا سياسيًا مفصلًا يمكن من خلاله تحقيق هذه الأهداف. الخطاب ركز على القيم والشعارات العامة، لكن الجمهور غالبًا ما يتطلع إلى معرفة التفاصيل حول السياسات والبرامج التي سيعمل المرشح على تنفيذها إذا تم انتخابه.
الانتقادات التي وجهها المسكيني للمنافسة السياسية الحالية، خصوصًا فيما يتعلق بشراء الأصوات، كانت قوية وواضحة، لكنه لم يقدم حلولًا عملية لمواجهة هذا النوع من الفساد الانتخابي. كان من المفيد أن يقترح آليات قانونية أو مبادرات حزبية لمكافحة هذه الظاهرة بدلاً من الاكتفاء بالتنبيه والتحذير.
فكرة إعادة الثقة بين المواطنين والسياسيين كانت محورًا مهمًا في الكلمة، وهو موضوع حيوي في العديد من الأنظمة الديمقراطية اليوم. لكن المسكيني لم يوضح كيف سيتمكن البرلمانيون من إعادة بناء هذه الثقة. كان من الأفضل أن يعرض حلولًا عملية لتحسين التواصل بين المواطنين وممثليهم في البرلمان، مثل آليات التواصل المستمر أو إنشاء منصات تفاعلية تجمع السياسيين والناخبين.
تعتبر كلمة الدكتور سعيد المسكيني متوازنة من حيث القيم والمبادئ، وتقدم نقدًا مهمًا لبعض الظواهر السلبية في العملية الانتخابية. ومع ذلك، يظل الخطاب عامًا ولا يقدم حلولًا عملية ملموسة يمكن من خلالها تفعيل هذه القيم على أرض الواقع. ومن أجل جذب الناخبين بشكل أكثر فعالية، كان من الأفضل تقديم برنامج تفصيلي يتضمن سياسات واضحة تتعلق بالتنمية المحلية، والاقتصاد، والتعليم، وغيرها من القضايا التي تهم المواطنين بشكل مباشر.