زنقة36_ غزة مجيد
تشهد الساحة السياسية في إقليم خريبكة حراكًا غير مسبوق استعدادًا للاستحقاقات البرلمانية الجزئية لشغل المقعد الشاغر الذي فقده حزب التقدم والاشتراكية. وبينما يتسابق المرشحون للحصول على تزكيات من الأحزاب السياسية، يبرز سؤال مهم: هل هؤلاء المرشحون يسعون حقًا لخدمة مصلحة البلاد، أم أن الهدف هو تحقيق مكاسب شخصية؟
في المجتمعات الديمقراطية، يُفترض أن تكون السياسة وسيلة لتحقيق المصلحة العامة وخدمة المواطنين. ولكن للأسف، نجد في كثير من الأحيان أن البعض يستغلون السياسة لتحقيق مصالحهم الخاصة، دون أن يأخذوا بعين الاعتبار حاجات المجتمع وتطلعاته. مثل هؤلاء الأشخاص قد يطبق عليهم المثل المغربي القائل: “الفقيه اللي كنا نترجاو براكتو دخل للجامع ببلغتو”، في إشارة إلى خيبة الأمل التي يشعر بها المواطنون عندما يتبين أن من كانوا يعوّلون عليهم لإصلاح الأوضاع، أصبحوا يبحثون عن مصالحهم الشخصية فقط.
من المؤسف أن نرى في هذه الاستحقاقات البرلمانية، بعض الوجوه التي لم تكن معروفة في الساحة السياسية سابقًا، تظهر فجأة باحثة عن التزكيات والمناصب. هذا التهافت على السلطة يدفعنا للتساؤل حول دوافعهم الحقيقية: هل هم فعلاً هنا لخدمة الوطن والمواطن، أم أنهم يبحثون عن فرص لتعزيز مواقعهم الاجتماعية والسياسية؟ وكما يقول المثل المغربي: “اللي باع ضميرو لا تسوق لكلامو”، في إشارة إلى هؤلاء الذين يبيعون ضمائرهم ويصبحون غير موثوقين.
الناخبون في إقليم خريبكة وأماكن أخرى يجب أن يكونوا حذرين ويقظين. الثقة التي يمنحونها للمرشحين يجب أن تُبنى على أسس من الشفافية والنزاهة. على المواطن أن يختار من يرى فيه القدرة على تحقيق التغيير الإيجابي، وليس من يسعى فقط إلى تحقيق مصالحه الخاصة. فالمسؤولية الكبرى تقع على عاتق الناخبين في محاربة الفساد السياسي ومعاقبة من يستغلون السياسة لتحقيق مكاسب شخصية.
في الختام، تظل المحاسبة الشعبية من خلال الانتخابات والمساءلة السياسية الوسيلة الأهم لضمان أن تكون الأولوية دائمًا لمصلحة البلاد. كما يقول المثل المغربي: “اللِّي بْغا الزّين، يصبر على الثْقَابَة”، بمعنى أن من يريد الخير للوطن، يجب أن يتحمل التحديات ويعمل بجد من أجل تحقيقه، وليس لتحقيق مصالح ضيقة.