اجتماع ليلي في بني ملال: تزكية بائع الورد وغياب الثقة في كفاءات حزب الأصالة والمعاصرة

26 سبتمبر 2024آخر تحديث :
اجتماع ليلي في بني ملال: تزكية بائع الورد وغياب الثقة في كفاءات حزب الأصالة والمعاصرة

زنقة36_غزة مجيد
في ليل مظلم من ليالي بني ملال، عُقد اجتماع غريب لنخبة من الشخصيات السياسية، يحمل في طياته الكثير من الجدل والسخرية. حضر الاجتماع  رؤساء جماعات محلية من أبي جعد، بالإضافة إلى بائع ورد من بلاد المهجر، وكأننا في مشهد من فيلم كوميدي وليس في اجتماع سياسي جاد.

خلال هذا الاجتماع، قرر السيد عادل بركات أن يمنح بائع الورد، الذي يبدو أنه يعرف أكثر عن زراعة الزهور من العمل السياسي، فرصة حمل مشعل حزب الأصالة والمعاصرة. فماذا عسى أن يكون مبرر هذه وعد التزكية غير المسبوقة؟ هل فعلاً يعكس هذا القرار عجزاً في العثور على كفاءات حزبية حقيقية، أم أن بركات بات يؤمن بأن “ورد الجورية” يمكنه أن يكون رمزاً للنهضة الحزبية؟

إن هذا التحول المفاجئ يُشبه تمامًا تحول السياسيين في البلاد إلى مديري أزهار، حيث يمكن لبائع الورد أن يجلب لهؤلاء القوم رائحة النجاح، بينما يتم تجاهل الكفاءات الحزبية المتواجدة في الصفوف الخلفية. وكأن حزب الأصالة والمعاصرة، الذي حقق فوزًا ملحوظًا بـ 101 مقعد في الانتخابات الماضية، أصبح في حاجة إلى تنسيق أزهار بدل من تنسيق سياساته.

وفي تعبير ساخر، قال أحد المناضلين: “يا عزيزي، هل أصبح بركات يحب الورود إلى هذه الدرجة؟ هل سيعمل بائع الورد على زراعة كفاءات حزبية جديدة، أم أنه سيكتفي بتوزيع الورود للناخبين؟”. يبدو أن الحزب استبدل برامج التنمية السياسية ببرامج زراعة الورد!

هل يعكس هذا التحول عدم الثقة في الكفاءات الحزبية؟ يبدو أن بركات، الذي كان يُفترض أن يكون قائداً للرؤية، قرر فجأة أن مناضليه مجرد “أرقام” في نتائج الانتخابات. فهل أصبحت القيم الحزبية مجرد زهور تُقدم كهدية للناخبين في احتفالات انتخابية؟

وفي الختام، يبقى السؤال المحير: كيف ستؤثر هذه التزكية على العلاقات بين المناضلين؟ هل ستستطيع قيادة الحزب استعادة الثقة في كفاءاتها، أم ستستمر في الاعتماد على بائعي الزهور والـ”فلّيات” في تحالفاتها السياسية؟

ما بين وردة وبائع، يبدو أن الأصالة والمعاصرة تحتاج إلى أكثر من مجرد “باقة زهور” لاستعادة مصداقيتها، لكن من يدري، ربما في القادم من الأيام، سنشهد حملات انتخابية موسمية تتضمن توزيع الورود على الناخبين كجزء من برنامج الحزب!

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق