زنقة36_غزة مجيد
في مدينة خريبكة، يشهد الحي الإداري، وتحديدًا خلف وزارة الفلاحة وقرب الملعب البلدي، انتشارًا غير مسبوق لسوق عشوائي يعمل على مدار اليوم، ليلاً ونهاراً. هذا السوق غير المنظم أصبح مصدر قلق كبير للسكان، حيث يتزايد عدد الباعة الوافدين من مدن أخرى لممارسة نشاطهم التجاري بشكل غير قانوني، مما يضيف عبئًا إضافيًا على المدينة ويشوّه مظهرها الحضاري.
أغلب هؤلاء الباعة ليسوا من أبناء خريبكة، بل يأتون من مدن أخرى ويقيمون مؤقتًا في المدينة لمزاولة تجارتهم. وقد لاحظ السكان زيادة في عدد السيارات التي تحمل لوحات تسجيل من مدن أخرى، وحتى سيارات أجنبية محملة ببضائع غير معلومة المصدر. انتشار هذه التجارة العشوائية أدى إلى تزايد الفوضى، مما أثار استياء المواطنين الذين يعتبرون أن هذا السوق يشوه المدينة ويعقد الوضع الأمني.
كما يزداد الأمر سوءًا بتواجد السوق في قلب الحي الإداري، ما كان يفترض أن يكون واجهة حضارية للمدينة، إلا أن هذا السوق العشوائي حوله إلى ساحة للفوضى والمشاحنات اليومية. الشجارات بين الباعة والمواطنين أصبحت مشهدًا متكررًا، مما يزيد من التوترات الاجتماعية. وكما يقول المثل المغربي اللي زاد في الطين بلة، فإن هذه الظاهرة لم تكتف بتشويه مظهر المدينة بل أثرت سلبًا على حياتها اليومية.
الأكثر تعقيدًا في هذا الوضع هو ما يعانيه أعوان السلطة، الذين أصبحوا بين المطرقة والسندان. من جهة، يُطلب منهم فرض النظام وضبط الأوضاع، ومن جهة أخرى، يواجهون تهديدات يومية من بعض الباعة الذين لا يترددون في استخدام العنف اللفظي والتهديدات بالانتقام. يتعرض أعوان السلطة للسب والقذف من قبل الباعة الوافدين، الذين يُطلق عليهم في بعض الأحيان “الصعاصعة”، نتيجة لشدة عنادهم ومقاومتهم للإجراءات القانونية.
هذا الموقف الحرج يتطلب تدخلًا سريعًا من السلطات لتعزيز الأمن وحماية أعوان السلطة الذين يجدون أنفسهم في مواجهة معقدة. المواطنين يطالبون بتدخل فوري من الجهات المسؤولة، وعلى رأسها الباشا، لتنظيم السوق العشوائي وتوفير الأمن في المنطقة. الوضع الحالي بات يهدد الاستقرار الاجتماعي في المدينة ويُسيء لصورتها، ما يتطلب تعاونًا أكبر بين جميع الأطراف لوضع حد لهذه الفوضى.