اجتماع موسع لبحث الوضعية المائية وسبل مواجهة الإجهاد المائي. خطاب العرش حول الماء يستنفر سلطات جهة بني ملال-خنيفرة.

3 سبتمبر 2024آخر تحديث :
اجتماع موسع لبحث الوضعية المائية وسبل مواجهة الإجهاد المائي. خطاب العرش حول الماء يستنفر سلطات جهة بني ملال-خنيفرة.

نقة36_غزة مجيد
في سياق التحديات المتزايدة التي تواجهها المملكة المغربية بشأن الموارد المائية، انعقد اجتماع موسع بمقر عمالة إقليم خريبكة بحضور السيد والي جهة بني ملال-خنيفرة، السيد الخطيب لهبيل، والعمال المعنيين بالجهة، بالإضافة إلى عدد من وسائل الإعلام المحلية والإقليمية. هدف الاجتماع كان تدارس الوضعية المائية بالمنطقة وسبل مواجهة الإجهاد المائي الذي يهدد الأمن المائي للسكان.

افتتح السيد عبد الحميد الشنوري، عامل إقليم خريبكة، الاجتماع بكلمة ترحيبية، أكد خلالها على أهمية الاجتماع في هذه الظرفية الحساسة. وفي كلمته الافتتاحية، أشار السيد الوالي إلى التوجيهات الملكية السامية التي تشدد على ضرورة المحافظة على الفرشة المائية وتسريع تنفيذ المشاريع المتعلقة بالماء، مع الالتزام بالتوقيت المحدد لإنجاز هذه المشاريع الحيوية.

خلال الاجتماع، تم عقد اللجنة الجهوية لتتبع البرنامج الوطني للتزويد بالماء الشروب ومياه السقي بجهة بني ملال-خنيفرة. تم التأكيد على ضرورة تعبئة جميع الموارد البشرية والمادية لضمان تنفيذ التوصيات والالتزام بنتائج الدورية الوزارية، مع توجيه نداء قوي إلى الجهات المعنية بتسريع المشاريع المتعثرة وضمان تنفيذها في الآجال المحددة.

وقد أشار السيد الوالي إلى أهمية نشر الوعي بين السكان بأهمية الحفاظ على الموارد المائية، داعيًا إلى منع الأنشطة المستنزفة للماء مثل زراعة الكارو وغسل السيارات واستخدام المياه في الحمامات التقليدية. كما تمت مناقشة وضعية السدود بالمنطقة والمشاريع المتعلقة بها، حيث طالب الوالي بتقديم تقارير دقيقة حول أسباب تعثر بعض المشاريع والمطالبة بحلول عملية وسريعة.

في مداخلة مؤثرة، أعرب السيد عبد الحميد الشنوري، عامل إقليم خريبكة، عن استيائه من تأخر بعض المشاريع المائية، مشيرًا إلى أن السبب قد يعود إلى نقص الموارد المادية أو عدم كفاءة بعض المسؤولين، مؤكدًا على ضرورة تقديم حلول عاجلة بدلًا من الأعذار. كما أبدى تضامنه مع سكان المنطقة، مشددًا على أن “نحن نكره أن نرى السكان يعيشون في ظروف صعبة ونرفض أن يضطر الناس إلى حمل قنينات والذهاب لملئها من أماكن بعيدة”. هذه الكلمات تعكس الغضب والإحباط الذي يشعر به المسؤولون تجاه الوضعية المائية المتأزمة في الجهة.

من جانبه، أشار ممثل المكتب الشريف للفوسفاط إلى الاستراتيجية المائية التي يعتمدها المجمع، والتي ترتكز على خفض استهلاك المياه وتوجيه الأنشطة الصناعية لاستخدام المياه العادمة المعالجة بدلًا من مياه السدود. كما تم تقديم برنامج لتحلية مياه البحر وتصفية المياه العادمة لتعزيز إمدادات المياه بالمنطقة.

أحد أبرز لحظات الاجتماع كان مداخلة المدير العام لشركة أطلس للسياحة، الذي قدم عرضًا مدعومًا بشريط فيديو يوثق جهود الشركة في مجال ترشيد استهلاك المياه وتبني ممارسات مستدامة في القطاع السياحي. استعرض الفيديو تقنيات حديثة تستخدمها الشركة لتقليل استهلاك المياه وإعادة استخدامها في منشآتها السياحية. كما شدد المدير العام على ضرورة التعاون بين القطاعين العام والخاص لمواجهة التحديات المائية. وأضاف أن الشركة ستقوم بإطلاق مشاريع سياحية جديدة لتشجيع الشباب حاملي المشاريع، حيث تم تخصيص ميزانية لدعمهم في تنفيذ أفكارهم وتحقيق طموحاتهم.
قُدمت مداخلات من عدة رؤساء مصالح وعمال الأقاليم، حيث تمحورت حول التحديات والإشكاليات التي يواجهونها في تنفيذ المشاريع المتعلقة بالماء. أحد أبرز المداخلات كانت من السيد عبد الحميد الشنوري، عامل إقليم خريبكة، الذي أكد على أهمية التفاؤل ونشر الطاقة الإيجابية بين المسؤولين والمواطنين على حد سواء. أشار إلى ضرورة العمل بجدية ودون توقف، حتى في هذه الظروف الصعبة، مشددًا على أن “الطاقة الإيجابية هي المفتاح لتحقيق الأهداف، وعلينا أن نبقى متفاعلين ومتحمسين لتنفيذ المهام الموكلة إلينا.”

في الختام، شدد السيد الوالي على أهمية احترام دفتر التحملات والجداول الزمنية للمشاريع، مؤكدًا أن المحاسبة ستكون صارمة تجاه أي تأخير أو تقصير في هذا الشأن. كما دعا إلى توفير الماء الصالح للشرب للسكان دون انقطاع، مشيرًا إلى أن الساكنة لا يمكنها تحمل المزيد من العطش في ظل الظروف الراهنة.

كما طالب رؤساء المصالح بإجراء زيارات ميدانية دورية لتفقد المشاريع المتعثرة، والوقوف على التحديات التي تواجههم على أرض الواقع. هذه الزيارات تهدف إلى إيجاد حلول عملية وسريعة للتغلب على المشاكل وتحقيق التقدم المطلوب. وقد أبدى الحاضرون تأييدهم لهذه التوصيات، مؤكدين على أهمية تكثيف الجهود المشتركة بين جميع الجهات المعنية لضمان تنفيذ المشاريع في الآجال المحددة.

الإعلام المحلي كان حاضرًا بقوة في هذا الاجتماع، حيث تابع الصحفيون مجريات النقاشات ورفعوا تقارير شاملة للمواطنين حول الخطوات التي يتم اتخاذها لضمان استدامة الموارد المائية في المنطقة. هذا الحضور الإعلامي يعزز الشفافية ويساهم في نشر الوعي بأهمية الموضوع، مما يدعم جهود السلطات في مواجهة هذه الأزمة.

هذا الاجتماع يأتي في إطار الجهود المستمرة لمواجهة أزمة المياه بالمملكة وضمان توفير المياه الصالحة للشرب للسكان وحماية الفرشة المائية من الاستنزاف، وذلك وفقًا للتوجيهات الملكية السامية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق